تحضر المقارنات في الدراسات اللاهوتية والفلسفية مع الاختلاف في تناول عدد من الأحداث التاريخية بين نصوص الحضارات القديمة في بلاد الرافدين والإغريق وبين ما تضمّنه الكتب المقدسة في الأديان الثلاثة؛ اليهودية والمسيحية والإسلام، وتوظيف هذه الفوارق لغايات مختلفة.
"سؤال الأخلاق في القصص القرآني" عنوان الندوة التي تنظّمها "جامعة حمد بن خليفة" في الدوحة عند السابعة من مساء اليوم الإثنين بمشاركة كلّ من الباحثين ديفين ستيوارت من "جامعة إيموري" الأميركية، ومحمد فاضل من "جامعة تورنتو" الكندية، وزهرة موبالغ من "جامعة طهران" الإيرانية، وفاتح إرميس من "معهد الشرق" اللبناني.
يشير بيان الندوة إلى أن "القصص القرآني يشغل نحواً من ربع القرآن، ويضمّ قصصاً لأنبياء ورسل وحكماء وشخصيات تاريخية، وغالباً ما تساق في صورة مثانٍ تحثّ المستمع/ القارئ على تكوين أو اتخاذ قرار أو اختيار أخلاقي".
ويتابع "تأخذ هذه المثاني شكل الخير مقابل الشر؛ أو الهدى مقابل الضلال؛ أو الإيمان مقابل الكفر؛ أو الاستسلام لله مقابل عصيانه؛ أو المدن الطيبة مقابل المدن الخاوية والمدمرة، حيث تهدف الندوة إلى النظر والتبصر في التأويلات والأبعاد الأخلاقية التي يزخر بها القصص القرآني، في علاقته بالتراث الكتابي السابق وبالتراث الإسلامي اللاحق".
يركز ستويارت في أبحاثه على التربية القانونية في الإسلام، وارتباط الأدب العربي في العصور الإسلامية مثل الشعر والمقامات بالقرآن وتأثّرها به، وهو موضوع وثيق الصلة بالبعد الأخلاقي الذي سعت كثير من النصوص الأدبية إلى تضمين استشهادات قرآنية تحث على تأمّل الدروس والعبر.
يتوجّه فاضل أيضاً في مؤلّفاته إلى التاريخ القانوني الإسلامي والإسلام والتوجهات الليبرالية من داخله، ومنها "الحقيقة، الصالح والعقلاني: الجذور اللاهوتية والأخلاقية للعقل الجمعي في الشريعة الإسلامية"، و"الإصلاحيون المسلمون، مواطنة المرأة والتكييف العام للإسلام في الديمقراطية الليبرالية".
أما موبالغ فتهتم بالعديد من الموضوعات الفلسفية في الفكر الإسلامي، ومنها المرأة في القصص القرآني الذي تناولته في عدد من دراساتها، مثل "الإيمان كسبب: نهج معرفي في اللاهوت النسوي"، ويتوجه إرميس إلى التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الإسلام، وكذلك تاريخ الفكر الصوفي وتطوّره.