ضغط رئيس شركة تويوتا موتور كورب على الحكومة اليابانية لتوضيح موقفها من دعم السيارات الهجينة، محذراً من أن هذا القطاع قد يواجه تحديات كبيرة، حسب ما قال أحد كبار المشرعين في اجتماع للحزب الحاكم اليوم الجمعة.
يأتي الضغط الذي مارسه رئيس شركة "تويوتا" ورئيس مجموعة الصناعة التابعة لاتحاد مصنعي السيارات اليابانية (JAMA) أكيو تويودا، في الوقت الذي تواجه شركة صناعة السيارات تدقيقاً متزايداً من المستثمرين
أصدقاء البيئة، الذين يقولون إنها بطيئة في تبني السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات.
وطالب وزير الصناعة السابق والعضو المخضرم في الحزب الليبرالي الديمقراطي (LDP)، أكيرا أماري، بإجراء تغييرات على خريطة طريق السياسة الاقتصادية السنوية للحكومة، حسب ما أوردت "رويترز".
وتضمنت النسخة النهائية من الوثيقة إشارة إلى "ما يسمى بالمركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية"، ويبدو أنها تضع السيارات الهجينة التي تعمل بالوقود الأحفوري على قدم المساواة مع المركبات التي تعمل بالبطاريات عديمة الانبعاثات، رغم أن دعاة حماية البيئة يقولون إن هناك فرقاً شاسعاً.
وقال أماري في اجتماع سياسي لنواب الحزب الليبرالي الديمقراطي، وفقاً للملاحظات وتسجيل الصوت: "تحدثت مع رئيس مجلس الإدارة تويودا، وقال إن الجمعية لا تستطيع تأييد حكومة ترفض الهجينة"، مضيفا أن استخدام الوقود الاصطناعي، مثل الهيدروجين، من شأنه أن يجعل السيارات الهجينة "طاقة نظيفة بنسبة 100%" ويجب أن توضح وثيقة السياسة ذلك.
وأضاف: "إذا لم نقل إن السيارات الهجينة مدرجة في فئة السيارات الكهربائية، فلن يبدو ذلك جيداً"، مضيفاً أنه يجب تغيير الإشارة إلى "ما يسمى بالمركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية". وأكد لرويترز أنه طلب إدراج "ما يسمى" لتوضيح أن السيارات الكهربائية لا تقتصر على السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية بل تشمل السيارات الهجينة.
ولفت إلى أنه من خلال تطوير وقود اصطناعي، سيكون بمقدور شركات صناعة السيارات إنتاج محركات احتراق داخلي عديمة الانبعاثات، معتبرا أن مثل هذه الأنواع من الوقود يمكن أن تستخدم أيضا في الطائرات التي لا تعمل على طاقة البطارية.
ولفت إلى أن صناعة السيارات تبذل قصارى جهدها لتحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2050. وقال إنه نظرا لأن الهدف كان حيادية الكربون، فمن المهم توسيع الخيارات وعدم الاقتصار على تقنيات محددة.
وقالت "تويوتا"، أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم من حيث المبيعات، إن الوقود الأحفوري، وليس محركات الاحتراق الداخلي، هو المشكلة. وبالإضافة إلى السيارات الهجينة التي اشتهرت بها منذ أكثر من عقدين من الزمن مع سيارة بريوس، فإنها تدعم أيضا تقنية الهيدروجين رغم أن ذلك لم يؤثر حتى الآن على الطريقة التي تتبعها السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات.
وشكلت السيارات الهجينة، بما في ذلك السيارات الهجينة الموصولة بالكهرباء، ما يقرب من 44% من سيارات الركاب الجديدة المباعة في اليابان العام الماضي، بينما شكلت السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات أقل من 1%، وفقاً لبيانات من اتحاد تجار السيارات اليابانية. ولا يشمل ذلك السيارات الصغيرة أو الشاحنات أو الحافلات.
وقد صنفت شركة Influence Map للطاقة والمناخ شركة "تويوتا" بأنها الأسوأ بين شركات صناعة السيارات الكبرى بسبب سجلها في الضغط على سياسة المناخ، الذي يتضمن البيانات العامة والتفاعل مع الحكومات. وتعرضت لانتقادات من مستثمريها، بما في ذلك صناديق التقاعد، بسبب ضغوطها. ولذلك، باعت Akademiker Pension الدنماركية معظم حصتها في "تويوتا" العام الماضي.
وقد خصصت "تويوتا" العام الماضي 8 تريليونات ين (60 مليار دولار) لتزويد سياراتها بالكهرباء بحلول عام 2030، مع تخصيص نصف ذلك لتطوير سيارات كهربائية تعمل بالبطاريات. ومع ذلك، تتوقع أن تصل المبيعات السنوية لهذه السيارات إلى 3.5 ملايين سيارة فقط بنهاية العقد، أو حوالي ثلث المبيعات الحالية.
واستدعت "تويوتا"، الخميس، أكثر من ألفي سيارة من أول سياراتها الكهربائية ذات الإنتاج الضخم، وهي bZ4X SUV، بعد أقل من شهرين من إطلاقها، بسبب خطر قد يفقدها العجلة.
وهي تقول إن السيارات الهجينة منطقية في الأسواق التي لا تكون فيها البنية التحتية جاهزة لدعم الانتقال السريع إلى السيارات التي تعمل بالبطاريات، ويجب أن يكون لدى العملاء المزيد من الخيارات لتقنية أنظف.