أباطرة التكنولوجيا وعمالقة التقنية في خدمة إسرائيل

23 سبتمبر 2024
آبل من كبار داعمي إسرائيل/Getty
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الدعم اللامحدود لإسرائيل:** منذ أكتوبر 2023، تلقت إسرائيل دعماً غير محدود من حكومات غربية ومنظمات دولية، بما في ذلك تسليح ومال ومواقف سياسية، وتواطؤ في جرائم الإبادة الجماعية.

- **تورط شركات التكنولوجيا:** شركات مثل آبل، غوغل، وأمازون قدمت دعماً مالياً وتكنولوجياً كبيراً لإسرائيل، مما ساعد في تنفيذ عمليات عسكرية واستهداف المدنيين.

- **استخدام التكنولوجيا المتقدمة:** استخدم جيش الاحتلال أنظمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لاختيار أهداف في غزة، وتعاون مع غوغل في مشروع Nimbus، مما يستدعي مقاطعة منتجات هذه الشركات.

الكل، حتى التكنولوجيا المتقدمة، في خدمة إسرائيل عبر تقديم الدعم اللامحدود تسليحاً ومالاً ومواقف سياسية وتواطؤاً وشراكة في جرائم الإبادة الجماعية، ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بات الجميع في خدمة دولة الاحتلال: حكومات غربية في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا، مرشحو الانتخابات الرئاسية الأميركية، اللوبي الصهيوني في العديد من الدول، وبما يمثله من ثقل مالي واستثماري وسياسي، منظمات دولية في مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وسائل الإعلام الغربية، المؤسسات المالية الدولية وبنوك الاستثمار والصناديق المالية، والعلامات التجارية الكبرى من مطاعم ومحال وسلاسل تجارية شهيرة، وشركات متعددة الجنسيات.

أخيراً عمالقة شركات التقنية وتكنولوجيا المعلومات الذين باتوا يسيطرون على مفاصل الاقتصاد العالمي، في ظل أهمية الصناعة التي يستثمرون بها في الأسواق وللمستهلك، وحجم المبيعات التي تفوق ميزانيات دول ذات اقتصادات كبرى وضخامة الأموال التي يديرونها، والأرباح التي يحققونها وتتجاوز تريليونات الدولارات سنوياً.

أسماء الداعمين من شركات التقنية وتكنولوجيا المعلومات لإسرائيل كُثر، آبل وسيسكو وديل وغوغل وأمازون ومايكروسوفت وإنتل وغيرها، والخدمات الكبيرة التي تقدمها لدولة الاحتلال متشعبة وتكشف عن تواطؤ تلك المؤسسات، ما بين تمويل مالي مباشر ومساعدات نقدية ضخمة، وضخ استثمارات بمليارات الدولارات في شرايين الاقتصاد الإسرائيلي، وتقديم خدمات تكنولوجية ودعم تقني ولوجستي وعسكري قوي لجيش الاحتلال يساعده في أعمال القتل والهدم، وتكريس نظام الفصل العنصري بحق الفلسطينيين. وأخيراً مساعدة جيش الاحتلال في استهداف المدنيين العزل وارتكاب مزيد من جرائم الإبادة الجماعية على مدى ما يقرب من عام.

شركات التكنولوجيا العالمية تورطت مباشرة في حادثة تفجير أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر) في لبنان، والتي أودت بحياة 37 لبنانياً، وجرح ما يقرب من ثلاثة آلاف عنصر من حزب الله

الأمثلة على الخدمات التي تقدمها عمالقة التكنولوجيا حول العالم لمساعدة إسرائيل في حربها الحالية في فلسطين ولبنان واليمن وسورية أكثر من أن تحصى، والتعاون العسكري والأمني واللوجستي بين الطرفين غير مسبوق.

فقبل أيام شاهد العالم كله كيف أن شركات التكنولوجيا العالمية تورطت مباشرة في حادثة تفجير أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر) في لبنان، والتي أودت بحياة 37 لبنانياً، وجرح ما يقرب من ثلاثة آلاف عنصر من حزب الله، وصنفت على أنها أكبر اختراق أمني في تاريخ الحزب.

وفي مارس/ آذار 2024 كشفت وثيقة عن أن شركة غوغل تقدم خدمات الحوسبة السحابية لجيش الاحتلال التي تساعده في ملاحقة الفلسطينيين وقتلهم، وأن شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى عمقت شراكتها مع الجيش خلال حرب غزة.

كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال يستخدم نظاماً تكنولوجياً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لاختيار أهداف للغارات الجوية على غزة. ومن بين تلك الأنظمة Gospel وFire factory وLavender وWhere's Daddy، وهذه الأنظمة تعمل ضمن منظومة لجيش الاحتلال تقوم بتتبع هوية أهالي غزة ورصد تحركاتهم قبل استهدافهم، وهو ما دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى المطالبة بتحقيق في تسبب كبرى شركات التقنية، وتلك المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي، بمقتل فلسطينيين عزل في الهجمات العسكرية التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكتوبر 2023.

كما تم الكشف عن تعاون إسرائيل مع شركة غوغل، في مشاريع تكنولوجية، من ضمنها مشروع Nimbus الذي يوفر لجيش الاحتلال تقنية تسمح بتكثيف المراقبة وجمع المعلومات عن الفلسطينيين واغتيالهم وأسرهم.

تتعاون إسرائيل مع شركة غوغل، في مشاريع تكنولوجية، من ضمنها مشروع Nimbus الذي يوفر لجيش الاحتلال تقنية تسمح بمراقبة وجمع المعلومات عن الفلسطينيين واغتيالهم

وصنف الجيش الإسرائيلي عشرات الآلاف من سكان غزة مشتبهاً فيهم باستخدام نظام الذكاء الاصطناعي، ودون مراجعة بشرية تذكر، وفق صحيفة ذا غارديان في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي أكدت أن الجيش يستخدم برنامج يدعى "غوسبل"، والذي يقوم باختيار "الأهداف" التي يقصفها الجيش في غزة.

وفي إبريل/ نيسان الماضي أثارت تقارير غربية عن استخدام الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي في حربه على قطاع غزة "قلقاً" أممياً، من أن تصبح "قرارات الحياة والموت" مرتبطة "بحسابات تجريها الخوارزميات"، كما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس.

وتساهم شركات ديل وسيسكو وآبل علناً في دعم المؤسسات الأمنية الإسرائيلية بالعديد من الخدمات، إما مباشرة من خلال علامتها الأساسية، أو من خلال الشركات التقنية الناشئة التي تستحوذ عليها داخل إسرائيل.

مثلاً تعاونت "سيسكو" مع جيش الاحتلال في توفير أنظمة اتصالات ومركز بيانات لتكنولوجيا المعلومات وأنظمة أمن سيبراني لتطوير مشروع قلعة داود David’s Citadel وهو المشروع التقني الضخم التابع للجيش في صحراء النقب. وزودت شركة ديل الأميركية جيش الاحتلال بالتقنيات التي تزيد من مستوى "كفاءته" في حربه على غزة ولبنان وتزويده بما يحتاجه من بيانات.

أما شركة ريد هات إسرائيل Red Hat Israel المملوكة لشركة آي بي إم العالمية، فتدعم جيش الاحتلال بقوة عبر توفير تقنيات متطورة ترفع من مستواه العملياتي والتكنولوجي في حروبه في المنطقة.

ببساطة وعلى مدى عام باتت شركات التكنولوجيا العالمية شريكاً رئيسياً في حرب الإبادة الجماعية التي تقودها دولة الاحتلال في غزة والضفة وجنوب لبنان، وبالتالي فإن الحد الأدنى المطلوب من شعوب المنطقة هو مقاطعة منتجات تلك الشركات وحرمانها من مليارات الدولارات التي تخرج سنوياً من جيوب العرب نحو خزائنها، بشراء هواتف ذكية وأجهزة حاسوب شخصية وخوادم وأجهزة رقمية وبرامج أمن الشبكات وتقنية معلومات وخدمات سحابية وغيرها.

المساهمون