أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن وممثّلون عن شركات البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة، الإثنين، أنّ مشاكل الإمدادات التي تعاني منها البلاد منذ الصيف بدأت بالتحسّن، مشدّدين على أنّ حركة الاستهلاك تسجّل ارتفاعاً مع اقتراب موسم الأعياد. وفي المقلب الآخر، بدأ نشاط المنتجين في الصين يرتفع، مع انحسار أزمة الإمدادات لاسيما المرتبطة بالطاقة.
وتسبّبت جائحة كوفيد-19 باضطرابات في سلسلة التوريد العالمية ومن ثم بتأخير وصول البضائع والسلع إلى الولايات المتّحدة، ممّا أدّى إلى ارتفاع في الأسعار. وأثارت هذه المشكلة قلقاً مع اقتراب حلول عيدي الميلاد ورأس السنة بعدما توقّع خبراء حصول نقص في البضائع خلال هذه الفترة التي تشهد إقبالاً كبيراً على الاستهلاك.
وقال بايدن، في تصريح أدلى به في البيت الأبيض، إنّ البلاد سجّلت "تقدّماً" في مجال الخدمات اللوجستية، مؤكّداً حدوث انخفاض "بأكثر من 40%" في نوفمبر/تشرين الثاني في عدد الحاويات التي تنتظر على أرصفة الموانئ لأكثر من ثمانية أيام لتفريغها.
بدورها قالت ميغ هام، رئيسة سلسلة "فود لاين" لمتاجر السوبرماركت، وقد وقفت بجانبه إنّ "لدينا ما يكفي من البضائع" لملء الرفوف.
من جهته، شرح دوغ ماكميلون رئيس شركة التوزيع العملاقة "وولمارت"، أنّ هناك "الكثير من التقدّم" في تسليم المنتجات، منوّهاً بالمبادرات التي أطلقها البيت الأبيض لتسريع أنشطة الموانئ على وجه الخصوص. وأضاف خلال مؤتمر عبر الفيديو "نعتقد أنّنا سنحظى بموسم عطلات رائع".
وبحسب شركة "ماستر كارد" للدفع بالبطاقات المصرفية فقد سجّلت المبيعات في "الجمعة السوداء"، يوم التنزيلات الشهير في الولايات المتحدة، قفزة بنسبة 30% بالمقارنة مع اليوم نفسه قبل عام.
كذا، انتعش النشاط التصنيعي في الصين خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، مع تحسن الطلبات، وتراجع نقص الطاقة، حسبما أظهر مسح اليوم الثلاثاء.
ذكرت شركة الأبحاث الاقتصادية الدولية "كابيتال إيكونوميكس"، والمكتب الوطني الصيني للإحصاء أنّ مؤشر مديري المشتريات الشهري في القطاع الصيني ارتفع إلى 50.1 نقطة بعد أن كان 49.2 نقطة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقاً لمقياس مكون من مائة نقطة. كان رقما المؤشر أقل من 50 في الشهرين السابقين، وهو دليل على تراجع النشاط.
ارتفع مقياس الإنتاج 3.6 نقاط ليصبح عند 52، وهو دليل على تعافي النشاط عقب تأمين الطاقة في مناطق التصنيع الرئيسية خلال سبتمبر/أيلول الماضي لتلبية الأهداف الرسمية لكفاءة الطاقة.
وقالت شينا يو، الخبيرة في "كابيتال إيكونوميكس"، في أحد التقارير، إنّ "النشاط الصناعي انتعش هذا الشهر بفضل تخفيف الاضطرابات الناجمة عن نقص الطاقة".
وأشارت شينا إلى أنّ التعافي يواجه حالة من عدم اليقين بسبب انتشار المتحور أوميكرون عن فيروس كورونا. وذكرت أنّ المصنعين يواجهون نقصاً في الإمدادات أيضاً، لكن هذا الأمر قابله انخفاض في أسعار المواد بشكل جزئي.
ارتفع مقياس طلبات التصدير الجديدة 1.9 نقطة ليصبح 48.5 بينما تحسنت الطلبات الجديدة بشكل عام بمقدار 0.6 نقطة لتصل إلى 49.4، بحسب المكتب الوطني الصيني للإحصاء.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)