أكد مصدر مسؤول بالاتحاد العام لمنتجي الدواجن عودة أسعار الأعلاف للارتفاع مرة أخرى، نتيجة تراجع الكميات المفرج عنها من الموانئ بشكل ملموس، منذ الثلاثاء قبل الماضي، بسبب عدم توفر سيولة دولارية، بالإضافة لوجود شبهة احتكار من كبار تجار ومستوردي الأعلاف لتعطيش السوق، لافتًا إلى أن هذه الارتفاعات القياسية في الأسعار لا تتماشي مع أسعار البورصات العالمية.
وأشار في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إلى أنه مع بداية حدوث زيادة الكميات المفرج عنها من الأعلاف خلال الأسابيع الماضية، تراجعت الأسعار، إذ سجل سعر الذرة الصفراء 10800 جنيه للطن، مقابل 15500 جنيه للطن حاليًا، وكذلك وصل سعر طن فول الصويا إلى 24 ألف جنيه، مقابل 30500 جنيه حاليًا.
وقال محمد عبدالحميد، تاجر خامات أعلاف، ارتفعت الأسعار خلال الساعات الماضية بمعدل 1000 جنيه في كل طن، وهذه الأسعار قابلة للزيادة خلال الأيام المقبلة، حال عدم زيادة الكميات المفرج عنها من الموانئ.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" أيضاً، أن هذه الفترة من كل عام تعتبر ذروة الإقبال على شراء الأعلاف، فأصحاب مزارع الدواجن الآن في مرحلة التسكين ( بداية دورة الإنتاج)، بهدف وصول منتجهم إلى الأسواق مع بدايات شهر رمضان، موسم الاستهلاك الرئيسي كل عام.
وتابع : ارتفاع أسعار الدواجن إلى مستويات قياسية هذه الأيام أدى إلى عودة أصحاب المزارع للتربية مرة أخرى، لتعويض جزء من خسائرهم خلال الدورات السابقة، بخلاف مربي المواشي والذين يقبلون على تربية صغار الماشية هذه الأيام، استعدادًا لتسويقها خلال موسم عيد الأضحى المقبل.
وأظهر تقرير صادر عن وزارة الزراعة المصرية، أن إجمالي ما تم الإفراج عنه خلال الفترة من 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022 حتى 25 يناير/ كانون الثاني 2023 بلغ 2.29 مليون طن، منها 1.59مليون طن ذرة، و702 ألف طن فول صويا وإضافات أعلاف، بقيمة 1.15 مليار دولار.
وكشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع قيمة فاتورة استيراد مصر من فول الصويا إلى نحو1.87 مليار دولار خلال أول 7 أشهر من 2022 ، مقابل 1.8 مليار دولار بنسبة زيادة 4% عن نفس الفترة من 2021، فيما بلغت فاتورة استيراد الذرة الصفراء نحو 1.8 مليار دولار، مقابل 1.7 مليار دولار عام 2021 بنسبة نمو 7.8%.
وتحتاج مصر سنويًا إلى نحو 4 ملايين طن فول صويا خلال العام التسويقي 2022/ 2023، وفقًا لتوقعات مكتب الشؤون الزراعية الأميركية بالقاهرة، فيما سجلت واردات فول الصويا 4.58 ملايين طن خلال عام 2020، طبقًا لتقرير صادر عن الإدارة المركزية للحجر الزراعي.
ويبلغ استهلاك مصر من الذرة نحو 18 مليون طن، فيما يبلغ الإنتاج المحلي نحو 8.1 ملايين طن، وتحتاج إلى حوالي 10 ملايين طن لسد الفجوة سنويًا.
وتستهدف وزارة الزراعة المصرية تشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل العلفية عن طريق الزراعة التعاقدية بوضع سعر عادل قبل التعاقد يضمن هامش ربح مرضيا للمزارع، وهو ما بدأته الموسم الماضي بالتعاقد على زراعة الذرة الصفراء، بمشاركة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن وكذلك زراعة حوالي 250 ألف فدان الموسم المقبل بفول الصويا.
وتؤثر أسعار الأعلاف على أسعار سلع ذات أهمية للمواطن المصري، وفي مقدمتها أسعار الدواجن، التي ارتفعت خلال الأسابيع الماضية جراء نقص الأعلاف، وتأخُر الإفراج عنها من الموانئ، بسبب أزمة شح الدولار التي تواجهها البلاد، ما دفع العديد من المربين إلى إعدام ملايين الكتاكيت لعدم وجود مشترين، وسط مطالبات للحكومة بالتحرك السريع لإنقاذ مكونات هذه الصناعة الاستراتيجية.
أيضاً ارتفع سعر كرتونة البيض في الأسواق المصرية مؤخراً، وأسعار الدواجن البيضاء إلى 45 جنيهاً للكيلو، والدواجن البلدية إلى 60 جنيهاً للكيلو، في وقت تواجه فيه صناعة الدواجن مخاطر جمة، بعد إعلان نحو 25 ألف مزرعة توقفها عن العمل في مختلف المحافظات، بسبب تعرضها للخسائر في أعقاب أزمة نقص الأعلاف.
وتبلغ استثمارات صناعة الدواجن في مصر نحو 100 مليار جنيه، ويعمل بها 3 ملايين شخص، وذلك لإنتاج نحو 95% من احتياجات البلاد من اللحوم البيضاء، بواقع 1.4 مليار طائر تنتج 14 مليار بيضة تكفي حاجات المستهلكين، وتصدر نسبة بسيطة من الإنتاج إلى الدول الخليجية.