أعلنت الإدارة العامة للخزانات في وزارة الري السودانية، اليوم السبت، بدء عملياتها للملء الجزئي لبحيرة خزان جبل أولياء، جنوب الخرطوم، بهدف تخزين 600 مليون متر مكعب لتأمين الاحتياجات من المياه المخصصة للشرب والزراعة.
وتأتي الخطوة السودانية، التي تستمر حتى نهاية شهر يوليو/تموز المقبل، ضمن تدابير فنية أخرى كشفت عنها وزارة الري في وقت سابق، هدفها تقليل الآثار السلبية التي يمكن أن تحدث في السودان، في حال أصرت إثيوبيا على تنفيذ الملء الثاني لسد النهضة باستخدام 13.5 مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق.
وشيد خزان جبل أولياء في العام 1937 على مجرى النيل الأبيض، جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، ويبعد عنها بنحو 44 كيلومترا.
وقال المهندس معتصم العوض محمد، مدير إدارة الخزانات في وزارة الري والموارد المائية؛ إن المناسيب بعد التخزين في جبل أولياء سترتفع تدريجيا جنوب الخزان، بينما تنخفض تدريجيا في شماله، داعياً المواطنين القاطنين على جانبي النيل الأبيض، جنوب وشمال الخزان، إلى اتخاذ الحيطة والحذر حفاظا على الأرواح والممتلكات.
وأكدت الوزارة في مناسبات سابقة أن الملء الأول لسد النهضة في العام الماضي تسبب في نقص حاد في مياه الشرب، وأثر على عمل محطات المياه، خاصة في الخرطوم.
ومن التحوطات الفنية أيضاً للسودان، لمواجهة الملء الأحادي لسد النهضة، تخزين كميات من المياه في خزان الروصيرص لاستخدامها عند نقص المياه، مع مضاعفة القياسات اليومية لكميات المياه الواردة من الهضبة الإثيوبية.
وفشلت مفاوضات أكثر من عقد من الزمان بين السودان ومصر وإثيوبيا في التوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، ما دفع السودان للانسحاب من الجولات الأخيرة للتفاوض تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، والمطالبة بدور أكبر للخبراء والمراقبين، واقتراح انضمام الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الاتحاد الأفريقي لتشكيل وساطة رباعية في المفاوضات.
والأسبوع الماضي، أكد السودان أنه أعد شكوى قانونية ضد إثيوبيا، ينتظر الوقت المناسب لتقديمها لعدد من الهيئات الدولية، ويرجح أن الشكوى ستقدم أولاً إلى مجلس الأمن في اليوم الذي تبدأ فيه إثيوبيا مرحلة الملء الثاني للسد.