سجلت أسعار المحروقات في لبنان اليوم الثلاثاء، ارتفاعاً كبيراً ولا سيما على صعيد صفيحة المازوت التي زادت أكثر من خمسين ألف ليرة لبنانية دفعة واحدة في مسار تصاعدي متوقع في المرحلة الراهنة على وقع الاجتياح الروسي لأوكرانيا، والذي انعكس لبنانياً بعودة "طوابير الذل" أمام المحطات و"هلع المواطنين" وفتح شهية التجار والمحتكرين الذين يسارعون إلى استغلال كل أزمة تحدث محلياً وعالمياً.
وارتفع سعر البنزين 95 أوكتان 28 ألف ليرة، 98 أوكتان 27 ألف ليرة، المازوت أو الديزل أويل 52 ألف ليرة، والغاز 9 آلاف ليرة.
وأصبحت الأسعار على الشكل الآتي لكل صفيحة (20 لترا): بنزين 95 أوكتان 425000 ليرة (نحو 21 دولارا)، 98 أوكتان 434000 ليرة، المازوت 427000 ليرة، والغاز 297000. (الدولار= 20200 ليرة على منصة صيرفة و21000 في السوق السوداء اليوم الثلاثاء).
عودة الطوابير أمام محطات الوقود و"هلع المواطنين" وفتح شهية التجار والمحتكرين الذين يسارعون إلى استغلال كل أزمة تحدث محلياً وعالمياً
وقال عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البركس إن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان اليوم، فجدول تركيب الأسعار صدر نتيجة انعكاس هذا الارتفاع في ظل ثبات سعري صرف الدولار في الأسواق اللبنانية والمعتمدة لإصدار الجدول.
وأضاف أن "مصرف لبنان أبقى سعر صرف الدولار المؤمن من قبله وفقاً لمنصة صيرفة لاستيراد 85 في المائة من البنزين على 20200 ليرة، وسعر صرف الدولار المعتمد لاستيراد 15 في المائة من البنزين والمحتسب وقفاً لأسعار الأسواق الموازية والمتوجب على الشركات المستوردة والمحطات تأمينه نقداً احتسب على 20693 ليرة"، مشيرا إلى أن "ارتفاع أسعار النفط عالمياً أدى إلى ارتفاع ثمن البضاعة المستوردة".
وعادت مشاهد طوابير السيارات أمام محطات الوقود في الأيام القليلة الماضية على وقع شحّ المادة وإقفال البعض منها أبوابه لنفاد مخزونها وقسم آخر بهدف التخزين ومن ثم البيع على السعر العالي في حين تعتمد محطات سياسة تعبئة صفيحة واحدة فقط لكل سيارة حفاظاً على الكميات المتبقية لديها.
في هذا الإطار، يقول البركس لـ"العربي الجديد" إن "السبب الرئيسي وراء عودة الطوابير أو إقفال بعض المحطات مرتبط بالدرجة الأولى بعدم توفر الكميات الكافية والشح في مادة البنزين، إضافة إلى هلع المواطن سواء لتعبئة خزان سيارته قبل غلاء الأسعار أو خوفاً من انقطاع المادة".
ويشير البركس إلى أننا "أكدنا في أكثر من مرة للمواطنين أن البنزين موجود ولا داعي للهلع وكنا في غنى عن مشهد الطوابير".
عادت مشاهد طوابير السيارات أمام محطات الوقود في الأيام القليلة الماضية على وقع شحّ المادة وإقفال البعض منها أبوابه لنفاد مخزونه
وأعرب عضو نقابة أصحاب المحطات عن أمله "بانتهاء مشهد الطوابير خلال 48 ساعة مع توزيع الشركات المستوردة للنفط حاجات السوق وتموين المحطات"، مشيرا إلى أن "الأزمة على مستوى دولي كبير".
وتستمر جولات حماية المستهلك الرقابية في الأسواق وعلى محطات الوقود بتوجيه من وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام وبمؤازرة من المديرية العامة لأمن الدولة والأمن العام وشرطة البلديات حيث تحرر محاضر ضبط بحق المحطات التي تحتكر مادة البنزين كما وتعمل على إلزام أصحاب المحطات التي يتوفر لديها المخزون بالفتح في حال كانت أبوابها مقفلة بوجه المواطنين، وقد شارك في إحدى الجولات وزيرا الاقتصاد والطاقة أمين سلام ووليد فياض.
على صعيد آخر، وصلت اليوم الثلاثاء إلى مرفأ طرابلس شمال لبنان سفينة "غولدن بيرد" القادمة من ميناء بردياتست في أوكرانيا محمّلة بـ11000 طن من القمح وقد بدأت تفريغ حمولتها.
في الإطار، يقول رئيس تجمع أصحاب المطاحن في لبنان أحمد حطيط لـ"العربي الجديد" إن "المخزون الحالي يكفي لحوالي شهر ونصف تقريباً مع فتح مصرف لبنان الاعتمادات ووصول البواخر تباعاً وبنتيجته ستبقى الأسعار على حالها لبنانياً وبعدها حتماً ستتغير".