قالت تقارير إسرائيلية أمس الأربعاء، إن المزارع في الجليل والجولان المحتلة تتعرض للنيران الكثيفة التي بات معها من الصعب حصاد المنتجات.
وتضاف خسائر الزراعة في شمال إسرائيل إلى الأزمة التي تواجهها في مزارع المستوطنات القريبة من قطاع غزة.
ويقول محللون إن أزمة المواد الغذائية الطازجة والخضروات قد تستفحل مع تقدم العملية العسكرية ضد غزة.
ومن المتوقع أن تشهد أسواق دولة الاحتلال زيادة في أسعار السلع الغذائية والرئيسية، في ظل تعطل إنتاج المزارع والمصانع، على خلفية تدهور الوضع الأمني واستدعاء 360 ألفا من جنود الاحتياط.
وحسب تقرير نشرة "غلوبس" التي تصدر في تل أبيب أمس الأربعاء، مر أكثر من أسبوعين منذ اندلاع الحرب على غزة، وتتعرض الزراعة في شمال إسرائيل لضربات شديدة بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمزارع والزراعة في منطقة حدود غزة.
وقد أُغلقت العديد من الحقول والبساتين والمزروعات بأمر من جيش الاحتلال، على خلفية تدهور الوضع الأمني وزيادة المخاطر، وما زال الدخول إليها محظوراً حتى يوم أمس.
يذكر أن أعدادا كبيرة من العمال الأجانب، الذين كانوا يعملون في الزراعة الإسرائيلية فروا للنجاة بحياتهم منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، في حين تم حظر دخول العمال الفلسطينيين، الذين يعملون في المزارع الإسرائيلية والبالغ عددهم نحو 150 ألف عامل، من بينهم 130 ألفا من الضفة الغربية و20 ألفا من قطاع غزة. كما يواجه الاحتلال صعوبات في جلب عمالة من دول جنوب شرق آسيا.
ويقول التقرير، لا توجد خطة منظمة لإعادة تأهيل الزراعة حالياً في إسرائيل، وإنما مبادرات فردية من قبل المزارعين، ولكنها ليس من المؤكد أنها ستكون كافية.
وتشير "غلوبس" إلى أنه في نهاية الأسبوع الماضي، أصيبت حظيرة الدجاج في مستوطنة "موشاف مرغليوت" على الحدود اللبنانية بصاروخ مباشر.
وتعد مزرعة ميشك دافيدي المورد الرئيسي للبيض للجيش الإسرائيلي، وكذلك المورد الأساسي للبيض لسلاسل البيع بالتجزئة في المتاجر الإسرائيلية.
في هذا الصدد، يقول إيتان دافيدي، صاحب المزرعة: "لدينا أضرار جسيمة هناك"، لكنه لا يستطيع حتى الآن تقدير حجم الضرر أو المدة التي سيستغرقها التعافي.
ويضيف: "هذه أيام صعبة للغاية، فنحن غير قادرين على رعاية الدجاج. وفي الوقت الحالي، لا يمكننا حتى الذهاب إلى مزارع مارجاليوت لأن ذلك يعرض حياتنا للخطر".
كما يقول دافيدي، إن سلاسل البيع بالتجزئة ستتأثر مع تباطؤ معدل إمدادات البيض بسبب الوضع.
وتصر وزارة الزراعة الإسرائيلية على أنه لن يكون هناك نقص في البيض، وتقول إن هناك واردات تبلغ 50 مليون بيضة لم يتم استخدامها حتى الآن.
من جانبه يقول نائب المدير العام لوزارة الزراعة يوفال ليبكين: "إذا رأينا أن هناك نقصاً، فسيبدأ المستوردون في الاستيراد بقوة أكبر، لكننا لم نصل إلى هذا الحد في الوقت الحالي". ويضيف أن الجمهور الإسرائيلي يستهلك كل شهر 200 مليون بيضة.
وبحسب وزارة الزراعة، فإن حوالى 70% من الدجاج موجود في الجليل والجولان، وينتج حوالى 73% من إجمالي الإنتاج الوطني.