يبدو أنّ أسعار البن العالمية على موعد مع الصعود من جديد، وقد تصل إلى حد الفوران، في ظل العقبات التي تواجهها سلاسل التوريد بسبب الحصار الذي يفرضه الجفاف على المحاصيل في البرازيل، أكبر مورد لهذه السلعة في العالم، فضلا عن اجتياح إعصار "إيدا" ولايات أميركية في الأيام الأخيرة، بعد عبوره دولاً في أميركا اللاتينية.
فقد استعادت أسعار البن زخمها الصعودي، ويمكن أن تعاود اختبار القمم التي حققتها أواخر شهر يوليو/تموز الماضي، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار السكر عالمياً أيضاً.
ونقلت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية عن هيرناندو دي لاروش، نائب الرئيس الأول لشركة "ستون أكس فاينانشال" للوساطة في ميامي بالولايات المتحدة، إنّ التوقعات الخاصة بوضع محصول البن في البرازيل هي المحرك الرئيسي لسوق البن، موضحاً أنّ "السوق سيظل متأثراً بالطقس للأسابيع القليلة المقبلة"، على الأقل حتى حلول موسم الأمطار الطبيعي بحلول النصف الثاني من سبتمبر/أيلول المقبل.
ووفق دونالد كيني، كبير خبراء الأرصاد الجوية في شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية المتخصصة في التصوير عبر الأقمار الصناعية، فإنّ أمطار عطلة نهاية الأسبوع حملت الإغاثة إلى المناطق الوسطى في البرازيل، بما في ذلك ولاية ماتو غروسو دو سول، وأجزاء من ولاية بارانا، وولاية ساو باولو، على الرغم من أنها لم تصل إلى المنطقة الأكثر شهرة بزراعة البن، خاصة ميناس غيرايس.
وبحسب تقارير متخصصة، فإنّ مناطق زراعة البن الشهيرة بـ"بن أرابيكا" في ولايتي ساو باولو وميناس بالبرازيل، قد تواجه ظروفاً جافة ودرجات حرارة أعلى من المعتاد في الأسبوعين المقبلين.
في الأثناء، ظهرت مخاوف بشأن العرض العالمي أيضاً من هذه السلعة، بعد الإغلاق الناجم عن إعصار "إيدا" لميناء نيو أورلينز الأميركي خلال فترة تتسم بارتفاع تكاليف الشحن ونقص الحاويات، فضلاً عن التأخيرات في التسليم.
وتوقع نيك جنتيل، الشريك الإداري لشركة "نيكجين كابيتال مانجمنت"، أن يؤدي تأثير إعصار "إيدا" إلى إبطاء حركة نقل البضائع لأسابيع في نيو أورلينز.
وأشار جنتيل إلى أنه "بالنظر إلى كل الرياح المعاكسة للإمدادات؛ فإنّ الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنع البن من ارتفاع آخر، ربما نحو 3 دولارات للرطل، سيكون في حالة إغلاق العالم مرة أخرى بسبب فيروس كوفيد-19".
واستقر سعر قهوة "أرابيكا" لتسليم ديسمبر/كانون الأول المقبل عند 1.999 دولار للرطل في سوق العقود الآجلة ببورصة "إنتركونتيننتال إكستشينج" في الولايات المتحدة، بزيادة 4% عن أواخر يوليو/تموز. لكن السعر لا يزال منخفضاً عن أعلى مستوياته على مدار سبع سنوات الذي سجله الشهر الماضي.
والبرازيل ليست عملاق البن الوحيد الذي يعاني من مشكلات، فقد أعاقت الأيام الملبدة بالغيوم المحاصيل في كولومبيا، ثاني أكبر مورد لـ"بن أرابيكا"، كما أدت عمليات الإغلاق الوبائي إلى الحد من تدفقات الصادرات من فيتنام، أكبر مصدر لحبوب الـ"روبوستا" المتداولة في لندن، إذ أغلقت الأسواق، أمس الاثنين، بسبب العطلة.
على صعيد السلع سريعة الاستهلاك الأخرى، ارتفع سعر عقود السكر الخام تسليم أكتوبر/تشرين الأول المقبل بنسبة 0.9% إلى 20.22 سنتاً للرطل في نيويورك، محققاً مكاسب شهرية بلغت نسبتها 13%. وهناك مؤشرات على زيادة الطلب على الرغم من ارتفاع التكاليف، فقد اشترت مصر مؤخراً 200 ألف طن من السكر الخام البرازيلي.
ومن المحتمل أن تكون مناطق قصب السكر الصغيرة في ولاية لويزيانا، جنوبي الولايات المتحدة، قد تضررت من قبل إعصار "إيدا"، الذي وصل إلى اليابسة يوم الأحد الماضي، في ثاني أكبر ولاية أميركية.