شهدت الأسهم الأميركية تحركات بسيطة، انتهت بها في المنطقة الخضراء، في أول أيام أسبوع سيشهد اجتماعات مجلس الاحتياط الفيدرالي، وقراره الخاص بسعر الفائدة، والمتوقع الإعلان عنه الساعة الثانية ظهر الأربعاء.
ومع نهاية تعاملات الاثنين، كانت مؤشرات الأسهم الرئيسية الثلاثة قريبة من النقطة التي بدأت عندها، وكان أفضلها أداءً مؤشر إس أند بي 500، حيث ارتفع بنسبة 0.07%، بقيادة سهم "آبل"، الذي يمثل وحده أكثر من 7% من إجمالي قيمة المؤشر، والذي ارتفع بنسبة 1.69%، بعد إعلان الصين عن قوة الطلب على أحدث منتجاته "آيفون 15".
ويبدأ اجتماع السياسة النقدية للبنك الفيدرالي، الذي يستمر يومين، يوم الثلاثاء. وتشير العقود الآجلة في الأسواق إلى توقعات بنسبة 99% بتثبيت البنك معدل الفائدة الرئيسية عند مستواه الحالي، وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME.
لكن هذا الاتفاق ليس مؤمناً حول قرار البنك الفيدرالي في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تظهر السوق احتمالًا بنسبة 31% تقريبًا لرفع أسعار الفائدة ربعاً بالمائة. وقال اقتصاديون في غولدمان ساكس خلال عطلة نهاية الأسبوع إن رفع الفائدة في نوفمبر ستكون له آثار شديدة السوء على الاقتصاد.
وفي أوروبا، أنهت الأسهم الأوروبية تعاملات الاثنين على انخفاض، مع تراجع أسهم بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي، بعدما تسببت خطة استراتيجية طال انتظارها من رئيسه التنفيذي الجديد في خيبة أمل للمستثمرين، وسط حالة من الحذر قبيل سلسلة من اجتماعات البنوك المركزية هذا الأسبوع.
وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.1%، بعد صعوده نحو 1.6% الأسبوع الماضي.
وهوى سهم سوسيتيه جنرال 12.1% إلى أدنى مستوياته في أكثر من شهرين، بعدما قال ثالث أكبر بنك في فرنسا إنه لا يتوقع نموا يذكر في المبيعات السنوية على مدى السنوات المقبلة. وهبط مؤشر البنوك في منطقة اليورو 1.9%.
كما تراجع قطاع الرعاية الصحية بقيادة "نوفو نورديسك" التي خسرت أسهمها 2.4%.
وفي أسبوع حافل باجتماعات البنوك المركزية، من المتوقع أن يرفع بنك إنكلترا (المركزي) أسعار الفائدة للمرة الخامسة عشرة يوم الخميس، على الرغم من توقعات إبقاء البنك الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء.
وعلى صعيد الطاقة، أغلقت أسعار النفط على ارتفاع اليوم الاثنين مدعومة بتوقعات نقص المعروض بسبب تمديد السعودية وروسيا خفض إنتاجهما، وقلة إمدادات النفط الصخري، ما طغى على المخاوف بشأن الطلب.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي 50 سنتا عند التسوية إلى 94.43 دولاراللبرميل بعدما قفزت إلى 94.45 دولارا. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 71 سنتا إلى 91.48 دولارا.
ومددت السعودية وروسيا هذا الشهر خفض الإنتاج 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، في تقرير شهري، انخفاض إنتاج النفط الأميركي من أكبر المناطق المنتجة للنفط الصخري للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر/تشرين الأول إلى أدنى مستوى له منذ مايو/أيار 2023.
ودافع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان الاثنين عن تخفيضات أوبك+ لإمدادات سوق النفط، قائلا إن أسواق الطاقة الدولية تحتاج إلى تنظيم للحد من التقلبات.
وحذر الأمير عبد العزيز من استمرار عدم اليقين بشأن الطلب الصيني، والنمو في أوروبا، وإجراءات البنوك المركزية لمعالجة التضخم.
وواصل خاما برنت وغرب تكساس الوسيط الأميركي ارتفاعهما للأسبوع الثالث على التوالي، ليلامسا أعلى مستوياتهما منذ نوفمبر/تشرين الثاني، في الطريق نحو تحقيق أكبر ارتفاع فصلي لهما منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في الربع الأول من 2022.
وقال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول لدى "بي.أو.كيه فايننشال"، إن سوق النفط تشهد بعض عمليات جني الأرباح.
وانضم "سيتي بنك" الاثنين لقائمة البنوك التي تتوقع تجاوز أسعار خام برنت 100 دولار للبرميل هذا العام. وقال مايك ويرث الرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون مايك"، في مقابلة مع "بلومبيرغ نيوز"، إنه يعتقد أن النفط سيتجاوز 100 دولار للبرميل أيضا.
وقال محللون في "إيه.إن.زد" إن تخفيض السعودية وروسيا إنتاجهما قد يؤدي إلى عجز قدره مليونا برميل يوميا في الربع الرابع، وإن السحب من المخزونات قد يترك السوق عرضة لمزيد من الارتفاعات في الأسعار في العام 2024.