استمع إلى الملخص
- ارتفعت أسعار الشوادر من نصف دولار إلى دولارين للمتر، مما يزيد من معاناة النازحين الذين يعانون من ضعف الإمكانات وغياب الدعم، حيث يحتاجون لتغطية تكاليف التدفئة والترميم.
- يعود ارتفاع الأسعار إلى زيادة الطلب وتكاليف الاستيراد والنقل، حيث تُستورد الشوادر من تركيا والصين، مع تفضيل المنتجات التركية لجودتها وقربها.
مع اقتراب فصل الشتاء، تشهد مخيمات النازحين شمال إدلب إقبالاً إضافياً على شراء الشوادر المصنوعة من النايلون، بهدف ترميم الخيام وزيادة مقاومتها لعواصف الشتاء وأمطاره، غير أن تلك الشوادر ارتفعت أسعارها مؤخرا بشكل لم يعد فيه الفقراء قادرين على مجاراتها. وشوادر النايلون تُصنع من مادة "البولي إيثيلين" أو "البولي بروبلين"، وهي منتجات بلاستيكية خفيفة وقوية تتميز بمقاومتها للماء والرياح، مما يجعلها مثالية للاستخدام في ظروف الطقس المختلفة.
وتباع هذه الشوادر بالمتر حيث ارتفع سعره من نصف دولار في الأعوام السابقة إلى دولارين في الوقت الحالي. وقال ياسر السواس وهو نازح يقيم في مخيمات أطمة شمال إدلب، إن القلق يتكرر من سوء مقاومة الخيام لفصل الشتاء مع العجز عن تأمين الشوادر والمواد الأخرى، ويضيف "نحن نقيم في هذه الخيام منذ سنوات، وكل شتاء يكون أسوأ من الذي قبله، الخيام مهترئة، والشوادر التي كنا نستخدمها سابقًا لم تعد صالحة، وسرعان ما تهترئ بعد كل موسم ويجب تغييرها في المواسم التالية".
وأشار إلى ارتفاع أسعار الشوادر هذا العام، فهو بحاجة إلى سبعين متراً من الشوادر لتغطية خيمته، وبالتالي هو بحاجة إلى 140 دولاراً لا يملك منها شيئاً، وخاصة وأنه عاطل من العمل ولا يستطيع تأمين قوت أطفاله. أما النازحة نهلة النجم وهي أم لخمسة أطفال، فتشكو ضعف الإمكانات في الوقت الذي يحتاجون فيه لتغطية تكاليف المستلزمات الأساسية من تدفئة وترميم، وتقول "أسعار الشوادر أصبحت مرتفعة بشكل كبير، نحتاج على الأقل لثلاثة شوادر لتغطية الخيمة جيدًا، ولكننا عاجزون حتى عن شراء شادر واحد فقط بعد ارتفاع أسعارها، وتوقف سبل الدعم وقلة مصادر الدخل".
وعن أسباب ارتفاع أسعارها هذا العام يقول التاجر عمر العرفات لـ "العربي الجديد"، إن هناك عدة عوامل أدت إلى ارتفاع أسعار الشوادر في الفترة الأخيرة، أولها، زيادة الطلب عليها بشكل كبير مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يلجأ النازحون إليها لفترة مؤقتة قبل هطول الأمطار، لاعتبارها الحل الأكثر استخدامًا لذلك، وليس آخرها تكلفة استيراد هذه المواد إضافة إلى ارتفاع كلفة النقل داخل سورية بسبب الطرق غير الآمنة والمغلقة.
وعن مصدرها أشار إلى أن "أغلب الشوادر يتم استيرادها من تركيا والصين، حيث مصانعها، لكن الكميات التركية هي الأكثر تداولاً في أسواق إدلب بسبب قربها من سورية ولجودة منتجاتها وتدني أسعارها مقارنة بالدول الأخرى".