يتأهب المقاولون الأتراك للحصول على مشاريع طموحة ضمن خطة إعادة إعمار أوكرانيا، التي تقدّرها كييف بنحو 750 مليار دولار على الأقل.
قال أردال أرن، رئيس اتحاد المقاولين الأتراك، في حديث لوكالة الأناضول، إن الشركات التركية "على استعداد للمشاركة في إعادة الإعمار والبناء في أوكرانيا"، مضيفا أن "وزير الخارجية (التركي) مولود تشاوش أوغلو، أطلق مبادرة بالتعاون مع السفارة التركية في كييف، لإنشاء فريق عمل مشترك يُعنى بدراسة المشاريع المتعلقة بإعادة إعمار أوكرانيا".
والخميس الماضي، وقّعت تركيا وأوكرانيا اتفاقية لإعادة إعمار البنية التحتية التي دمّرتها الحرب، وذلك بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وذكر مراسل الأناضول، أن الزعيمين عقدا لقاءً في قصر بوتوتشكي في مدينة لفيف غربيّ أوكرانيا. ووقّع الاتفاقية عن الجانب التركي وزير التجارة محمد موش، وعن الجانب الأوكراني وزير البنية التحتية أولكسندر كوبراكوف.
فريق عمل مشترك لإعادة الإعمار
وبموجب الاتفاقية، سيعمل البلدان على إنشاء فريق عمل مشترك من أجل إعادة إعمار أوكرانيا. ويتولى الفريق تنسيق أعمال إعادة بناء المرافق ذات الأهمية الاجتماعية والاقتصادية، مثل الطرق والجسور والبنية التحتية للمياه والكهرباء والمستشفيات والمدارس.
ووفق رئيس اتحاد المقاولين الأتراك، فإن "قطاع المقاولات التركي قادرٌ على الاضطلاع بجميع الأعمال المتعلقة بإعادة الإعمار، بدءًا من أعمال إزالة الأنقاض وتصميم وإنشاء المباني المراد إعادة بنائها".
وقال: "سبق أن اقترحنا التعاون لهدم المباني التي تعرّضت للقصف، وإزالة الأنقاض، وتنفيذ أعمال البناء، وتصميم المشاريع العمرانية".
وتابع أرن "تجرى إعداد مشروع مذكرة تفاهم حول التعاون بين البلدين في هذا الصدد، ونقلنا وجهات نظرنا في هذا الشأن للجانب الأوكراني بالتعاون مع وزارتي الخارجية والتجارية".
لكنّ مهمة الأعمار لا تقتصر فقط على رفع الأنقاض قبل الشروع بها، بل تواجه مخاطر جسيمة تتجلى بالألغام الروسية المزروعة في أماكن الدمار.
وأكد أرن أنه "توجد شركات تركية متخصصة في إزالة الأنقاض، قادرة على نقل الأنقاض بسرعة حتى تتمكن شركات الإعمار من بناء مبانٍ جديد ومحو آثار الحرب".
مشاريع سابقة بـ 3 مليارات دولار
ولفت إلى أن "اتحاد المقاولين كانت لديه أعمال ومشاريع بقيمة 3 مليارات دولار في أوكرانيا، في مقدمتها العديد من مشاريع الطرق والبنى التحتية".
وأضاف أن "الاتحاد يمتلك كافة الآلات والماكينات المتطورة اللازمة في إعادة الإعمار، والتي تمكننا من العمل بشكل أسرع من دول الاتحاد الأوروبي". وتابع "نأمل أن تستمر التطورات المستقبلية في هذا السياق".
واستضافت مدينة لفيف الأوكرانية، يوم الخميس الماضي، قمة ثلاثية جمعت أردوغان وزيلينسكي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لمناقشة تطورات الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا.
كان زيلينسكي قد قال في رسالة عبر الفيديو خلال افتتاح مؤتمر في سويسرا في يوليو/تموز الماضي، حول الخطوط العريضة لإعادة الإعمار المستقبلية للبلاد، إن إعادة إعمار أوكرانيا سيتكلف 750 مليار دولار على الأقل، مضيفا أن هذه المهمة "ستكون مشتركة للعالم الديمقراطي بأسره".