ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الاثنين، مع تراجع الدولار، بينما يترقب المستثمرون في الأسواق المالية بقلق بيانات أميركية رئيسية عن التضخم من المقرر صدورها هذا الأسبوع، والتي قد تؤثر على موقف مجلس الاحتياط الفيدرالي فيما يتعلق بالسياسة النقدية.
ومنتصف جلسة اليوم صعدت أسعار العقود الفورية للذهب بنسبة 0.39 بالمئة أو 15 دولاراً إلى 2029 دولاراً للأونصة، قريبة من أعلى مستوى تاريخي لها. وكانت أسعار الذهب قد سجلت مستوى تاريخياً في أغسطس/آب 2020 عند مستوى 2074 دولاراً للأونصة، في وقت تتوقع وول ستريت ارتفاع الأسعار فوق مستويات 2100 دولار خلال وقت لاحق من العام الجاري.
بالتزامن، تراجع مؤشر الدولار أمام سلة من ست عملات منافسة بنسبة 0.12 بالمئة إلى 100.83، ترقباً لبيانات التضخم الأميركية، ومع استمرار المخاوف من الأزمة المصرفية الأميركية.
والذهب مخزن للقيمة، ويستخدم أداةً للتحوط من التضخم وملاذاً آمناً في وقت الأزمات الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية والمالية.
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى "كيه.سي.إم تريد"، لوكالة "رويترز"، إن أي مؤشرات على تراجع التضخم ستضعف العملة الأميركية بسبب توقعات بخفض مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة، وهو ما قد يؤدي إلى صعود الذهب.
وأضاف ووترر أن الذهب سيكون من بين "المستفيدين الرئيسيين" إذا كانت هناك علامات أخرى على ضعف الاقتصاد الأميركي، وقد تتحرك الأسعار إلى 2100 دولار عاجلاً وليس آجلاً.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 25.67 دولاراً للأوقية. كما صعد كل من البلاتين 0.5 بالمئة إلى 1064.03 دولاراً، والبلاديوم 1.5 بالمئة إلى 1513.11 دولاراً.
تذبذب الأسهم
وفي السياق، أغلقت مؤشرات الأسهم اليابانية في بورصة طوكيو للأوراق المالية على انخفاض اليوم، إذ باع المستثمرون الأسهم مع ارتفاع الين مقابل الدولار، واستمرار المخاوف بشأن القطاع المصرفي الأميركي.
وهبط المؤشر نيكي 0.71 بالمئة إلى 28949.88 نقطة، ليغلق دون مستوى 29 ألفاً للمرة الأولى منذ 28 إبريل/ نيسان الماضي. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.21 بالمئة إلى 2071.21 نقطة.
وارتفع الين مقابل الدولار الأسبوع الماضي، بعد أن ألمح مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي) إلى وقف دورة التشديد النقدي. وخسرت أسهم شركات التنقيب عن النفط 1.71 بالمئة، لتصبح الأسوأ أداء من بين 33 مؤشراً فرعياً في بورصة طوكيو، يليها قطاع البنوك الذي هبط 1.27 بالمئة.
في المقابل، ساد الهدوء التعاملات الأوروبية، اليوم الاثنين، لكن أداء أسهم الرعاية الصحية والطاقة كان جيداً.
واستقر المؤشر ستوكس 600 الأوروبي عند 465.44 نقطة، بحلول الساعة 0707 بتوقيت غرينتش، بعد تراجعه الأسبوع الماضي، عندما رفعت البنوك المركزية الرئيسية أسعار الفائدة، وأثيرت من جديد مخاوف بشأن القطاع المصرفي الأميركي. وصعد سهم شركة نوفو نورديسك للأدوية 2.3 بالمئة، وأسهم شركات الطاقة 0.6 بالمئة، بعدما كانت من بين أكبر الخاسرين الأسبوع الماضي.
وكانت أسواق الأسهم في لندن مغلقة بسبب العطلة بعد تتويج الملك تشارلز يوم السبت. وتراجع سهم شركة راشونال الألمانية لتصنيع معدات المطابخ اثنين بالمئة.
ارتفاع النفط
وارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين بعد تسجيلها هبوطاً أسبوعياً على مدى ثلاثة أسابيع متتالية للمرة الأولى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني.
وساعد تقرير أفضل من المتوقع للوظائف بالولايات المتحدة لشهر إبريل/ نيسان أسعار النفط على الارتفاع أربعة بالمئة يوم الجمعة.
وارتفع خام برنت 1.09 دولار أو 1.5 بالمئة إلى 76.39 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 0823 بتوقيت غرينتش. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.03 دولار أو 1.4 بالمئة ليصل إلى 72.37 دولاراً.
وقالت تينا تينغ، المحللة في "سي.إم.سي ماركيتس": "انتعاش النفط يأتي في أعقاب ارتفاع أسهم الطاقة في وول ستريت يوم الجمعة الماضي، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن بيانات قوية للوظائف، مما هدأ المخاوف من حدوث ركود اقتصادي وشيك".
وكان خام برنت قد أنهى الأسبوع الماضي منخفضاً نحو 5.3 بالمئة، بينما انخفض الخام الأميركي 7.1 بالمئة حتى بعد انتعاش الأسعار يوم الجمعة. وانخفض الخامان على مدى ثلاثة أسابيع متتالية للمرة الأولى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتبدأ جولة من التخفيضات الطوعية للإنتاج من بعض دول تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء لها، هذا الشهر. ويعقد التحالف اجتماعه التالي في الرابع من يونيو/ حزيران.
(رويترز، العربي الجديد)