واصلت مؤشرات الأسهم الأميركية، أمس الأربعاء، أداءها القوي عشية عطلة عيد الشكر شديدة الأهمية عند الأميركيين، بالتزامن مع تراجع عوائد السندات لأدنى مستوياتها في شهرين، ليضيف مؤشر داو جونز الصناعي 184 نقطة لقيمته عند بداية اليوم، في إشارة إلى استمرار اندفاعة نهاية العام، التي ربما تكون قد بدأت مبكراً هذه المرة.
وفي يوم شهد ارتفاع أكثر من نصف الأسهم المتداولة في بورصة نيويورك، مثلت نقاط الارتفاع في المؤشر الأشهر في العالم أكثر من نصف النقطة المئوية، وارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.41%، بينما كان الارتفاع في مؤشر ناسداك بنسبة 0.46%.
وغذى عدد الأسهم المرتفعة الكبير توقعات اتساع اندفاعة الأسهم الحالية، والتي كانت في مقدمتها أسهم شركات التكنولوجيا، حيث ارتفع ما يقرب من ثلثي الأسهم المكونة للقطاع شديد لحساسية لتغيرات أسعار الفائدة، مع تراجع عوائد السندات.
وعلى الجانب الآخر، خسر قطاع الطاقة 0.1%، يوم الأربعاء، بعدما أجلت أوبك+ اجتماعاً وزارياً، كانت التوقعات ترجح الإعلان خلاله عن تخفيضات إضافية في الإنتاج.
وتراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات لفترة وجيزة إلى 4.369%، صباح الأربعاء، وهو أدنى مستوى منذ 22 سبتمبر/أيلول، قبل أن يتعافى لاحقًا، ليستقر عند 4.41%. وكان عائد سندات العشر سنوات، شديدة الأهمية في العديد من الأسواق الأميركية، قد تجاوز علامة 5% في أكتوبر/تشرين الأول، للمرة الأولى منذ 16 عامًا.
وفي أوروبا، سجلت الأسهم أعلى مستوى في شهرين، أمس الأربعاء، بقيادة الأسهم العقارية الحساسة لأسعار الفائدة، في حين قفزت شركة البرمجيات البريطانية "سيج" إلى مستوى قياسي بعدما أعلنت عن أرباح تشغيل سنوية قوية، بالإضافة إلى إعلانها عن خطة لإعادة شراء الأسهم.
وأنهى المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم مرتفعا 0.3%، مع قيادة الأسهم العقارية للمكاسب، حيث ارتفعت بنسبة 1.5%.
وفي الوقت نفسه، وصل مؤشر تقلبات سوق الأسهم في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى له منذ يوليو/تموز. ولم تتغير سندات منطقة اليورو على نحو يذكر.
وقفز سهم "سيج" 13.3%، ليتصدر مكونات مؤشر ستوكس 600، بعدما أعلنت الشركة عن زيادة 18% في أرباح التشغيل الأساسية للعام بأكمله، وقالت إن الأرباح ستستمر في الزيادة هذا العام. كما أعلنت الشركة عن برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة 350 مليون جنيه.
وصعد سهم تيسن كروب 6.6% بعدما أعلنت المجموعة الألمانية التي تعمل في عدة مجالات تشمل بناء الغواصات وصناعة الصلب عن نتائج العام بأكمله مع تدفق نقدي حر "قوي".
وارتفع سهم دار الأزياء الألمانية هوجو بوس 3% بعدما رفع "دويتشه بنك" و"بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش" تصنيفاتهما للشركة.
وفي إيطاليا، ارتفع سهم "مونتي دي باسكي" 2% بعدما هوى، الثلاثاء، 7.9%، إذ باعت إيطاليا حصة 25% في البنك الذي تسنى إنقاذه. وفي الوقت نفسه، رفعت وكالة موديز تصنيفها للبنك درجة واحدة، وأكدت نظرتها الإيجابية له.
وعلى نحو متصل، قلصت أسعار النفط تراجعها، لتنهي اليوم منخفضة بنحو 1%، في جلسة متقلبة، بعد تأجيل تحالف أوبك+ بشكل مفاجئ اجتماعا بشأن تحديد سياسة الإنتاج كان من المزمع عقده الأحد المقبل، وهو ما أثار تساؤلات حيال المسار المستقبلي لتخفيضات إنتاج الخام.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 49 سنتا إلى 81.96 دولارا للبرميل عند التسوية بعد تراجعها بأكثر من 4% إلى 78.41 دولارا في وقت سابق من الجلسة. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 67 سنتا، لتبلغ عند التسوية 77.10 دولارا بعد انخفاضها بأكثر من 5% إلى 73.79 دولارا في وقت سابق من اليوم.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في بيان، أمس الأربعاء، إن أوبك+ أرجأت اجتماعها الوزاري إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني بدلا من 26 منه، وذلك في تطور مفاجئ دون إبداء أسباب.
وانتعشت الأسعار بعد أنباء عن أن الخلاف يتعلق بالدول الأفريقية، التي تعد من بين صغار المنتجين في المجموعة، وليس من كبار مصدري النفط. وأشار بعض المتعاملين أيضا إلى انخفاض السيولة قبيل عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.
وكان من المتوقع أن يبحث اجتماع أوبك+، الذي يضم إلى جانب السعودية وروسيا حلفاء وأعضاء آخرين في أوبك، مزيدا من التغييرات على اتفاق يحد بالفعل من الإمدادات حتى 2024، بحسب محللين ومصادر في أوبك+.