واصلت الأسهم الأميركية تجاهلها للتوترات الجيوسياسية، في العديد من المناطق حول العالم، ليقترب مؤشر إس أند بي 500 أكثر من أعلى مستوياته على الإطلاق، بينما سجل مؤشر داو جونز الصناعي يومه التاسع على التوالي من الارتفاعات.
وبنهاية التعاملات الرسمية ليوم الثلاثاء، كان مؤشر داو جونز مرتفعاً بأكثر من 250 نقطة، مثلت 0.68% من قيمته عند بداية اليوم، وارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.59%، بينما كان الارتفاع في مؤشر ناسداك في حدود ثلثي النقطة المئوية.
وأنهى مؤشر ناسداك، الممتلئ بأسهم شركات التكنولوجيا، تعاملات اليوم فوق مستوى 15 ألف نقطة، للمرة الأولى منذ يناير 2022 ، بينما أصبح مؤشر إس أند بي، الأكثر شمولاً لقطاعات الاقتصاد الأميركي، على بعد 0.6% من تسجيل أعلى مستويات إغلاقه على الإطلاق.
وفي تعاملات الثلاثاء، تألقت أسهم شركات الطاقة، وارتفع مؤشر القطاع بنسبة 1.2% مع ارتفاع أسعار النفط، على خلفية التوترات في البحر الأحمر. وارتفع سهم "أوكسيدنتال بتروليوم" بنسبة 2.3%، بينما أضاف سهما هاليبرتون وإكسون موبيل أكثر من 1%.
واستمرت توقعات خفض الفائدة، مع كلمات مسؤولي بنك الاحتياط الفيدرالي، وتراجع عوائد السندات، في تغذية الدوافع الشرائية للأسهم الأميركية، في واحد من أفضل مواسم شراء الأسهم منذ فترة طويلة.
وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم يوم الثلاثاء مع تراجع عوائد السندات الحكومية، وبعد تعليقات من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي وبيانات أكدت تباطؤ التضخم في منطقة اليورو.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم مرتفعاً 0.4%، تزامناً مع ارتفاع المؤشر ستاندرد أند بورز 500 في نيويورك قرب أعلى مستوياته على الإطلاق، مع توقع المستثمرين أن تبدأ البنوك المركزية الكبرى بخفض أسعار الفائدة العام المقبل.
وصعد مؤشر شركات السفر والترفيه 1.8%، متصدراً مكاسب القطاعات في أوروبا، يليه مؤشرا قطاعي التعدين والخدمات المالية.
وأكدت البيانات الصادرة في أوروبا أن التضخم في منطقة اليورو تباطأ بشكل حاد إلى 2.4% في نوفمبر/تشرين الثاني على أساس سنوي، على الرغم من أن العديد من الاقتصاديين يتوقعون أن ترتفع ضغوط الأسعار مرة أخرى في الأشهر المقبلة.
وقال مايكل فيلد، استراتيجي السوق الأوروبية في موقع "مورنينج ستار" المتخصص في الأسواق لرويترز: "مع وجود التضخم الآن قرب مستوى 2% المستهدف، فإن تركيز البنك المركزي الأوروبي سيتحول بالتأكيد الآن إلى إبقاء اقتصاد منطقة اليورو على قيد الحياة، وهو الاقتصاد الذي كان يتأرجح على حافة الركود في عام 2023".
وقال فرانسوا فيليروي دي جالو، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إنّ "من المتوقع خفض أسعار الفائدة في وقت ما في عام 2024"، مؤكداً من جديد ضرورة تراجع التضخم إلى 2% بحلول 2025، على أبعد تقدير.
ومدفوعاً بالتفاؤل حيال خفض أسعار الفائدة، يتجه مؤشر ستوكس 600 لتحقيق مكاسب للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر/كانون الأول، مع ارتفاعه بنسبة 12.4% للعام.
وارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء مع ابتعاد الناقلات عن البحر الأحمر، على خلفية الهجمات المتزايدة التي يشنها الحوثيون، والتي عطلت طرق الشحن الدولية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، عقود يناير/كانون الثاني 97 سنتاً، أو 1.34%، ليبلغ عند التسوية 73.44 دولاراً للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام برنت الآجلة، لشهر فبراير/شباط، 1.28 دولار، أو 1.64%، لتستقر عند 79.23 دولار للبرميل، عند التسوية.
وخلال الأسابيع الأخيرة، شنّ الحوثيون في اليمن سلسلة من الهجمات على السفن التجارية المتعاملة مع إسرائيل التي تعبر البحر الأحمر. وأوقفت خطوط الشحن الرئيسية وناقلات النفط السفر عبر البحر الأحمر يوم الجمعة، بعد تعرّض أكثر من اثنتي عشرة سفينة لهجوم، بالتزامن مع الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على غزة.