أعلن نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فريد بلحاج، استعداد البنك لتقديم تمويل مهم للشعب اللبناني تراوح قيمته بين 300 و500 مليون دولار أميركي، يخصص لموضوع التغطية الاجتماعية، ولا سيما مع ازدياد نسبة الفقر، ولمشاريع أخرى تتعلق باستدامة الغذاء والزراعة المستدامة.
وقال بلحاج بعد لقاء عقده مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية اليوم الثلاثاء إن "اللقاء كان إيجابياً وبنّاءً، وخلاله بُحث في مشاريع البنك الدولي في لبنان".
وأكد بلحاج الذي يزور لبنان على رأس وفد أن "البنك الدولي والحكومة اللبنانية سيعملان معاً للمضي قدماً في مشاريع مهمة في ميدان التغطية الاجتماعية والزراعة المستدامة"، معرباً عن "دعم البنك الدولي للبنان وللشعب اللبناني في السراء والضراء".
ورداً على سؤال عن تمويل البنك الدولي لملف استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن، قال بلحاج، إن "موضوع الطاقة والكهرباء في لبنان قديمٌ، وكان البنك الدولي شريكاً مع الحكومات اللبنانية المتتالية منذ عام 2002، وهناك إصلاحات مهمة يجب على الدولة اللبنانية اتخاذها، ونحن نسير مع الحكومة في هذه الإصلاحات".
وأكد أنه "عندما تصل الإصلاحات إلى مستوى من التمكن الذي يعطينا القدرة على النظر بإيجابية للمضي قدماً في دعم هذا المجال، فنحن مستعدون للدعم".
وأردف قائلاً: "لكن هذه الإصلاحات لا تزال بعيدة اليوم، ومنها مسألة التدقيق في الحسابات في مؤسسة كهرباء لبنان وتصحيح الأسعار، وهذه كلها غير موجودة"، مشيراً إلى أن "هذه الاصلاحات يمكنها أن تفتح الباب للبنك الدولي أو لشركاء آخرين في دعم قطاع الكهرباء في لبنان".
8/8 نحو ٢٤٦ مليون دولار، ثم خصصنا قرضا قدره نحو ١٥٠ مليون دولار للأمن الغذائي. وهذه السنة نحن مستعدون لتقديم ما بين ٣٠٠ و٥٠٠ مليون دولار لإعطاء أمكانات للشعب اللبناني وللشرائح الضعيفة منه، ونحن نحاول أن ندعم الشعب والحكومة اللبنانية في هذا الظرف الدقيق ."#لبنان #pcm pic.twitter.com/cjSo5QfRd5
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) October 25, 2022
ولفت بلحاج إلى أن "قيمة دعم البنك الدولي للبنان زادت عن السنة الماضية حيث بلغ دعم التغطية الاجتماعية نحو 246 مليون دولار، ثم خصّصنا قرضاً قدره نحو 150 مليون دولار للأمن الغذائي"، معلناً أننا "هذه السنة، نحن مستعدون لتقديم ما بين 300 و500 مليون دولار لإعطاء إمكانات للشعب اللبناني وللشرائح الضعيفة منه، ونحن نحاول أن ندعم الشعب والحكومة اللبنانية في هذا الظرف الدقيق".
في سياق الجولة، عقد وفد البنك الدولي اجتماعاً مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل تطرق إلى مجمل المشاريع التي يقوم بها البنك الدولي والتي يسهم في تمويلها، ولا سيما المشاريع الإنمائية.
كذلك كان التركيز على المشاريع الزراعية، وخصوصاً مع التوجه العام نحو تعزيز القطاعات الإنتاجية القادرة على تمتين البنية الاقتصادية ورفع مستوى مردودها، وخصوصاً الأُسر المنخرطة في المجالات الزراعية، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة المالية اللبنانية.
وشدّد الخليل على أهمية خلق فرص لمشاريع صغيرة تغني عن الاعتماد على المساعدات الاجتماعية التي ترهن المجتمع لحسابات الجهات المانحة.
دولار السوق السوداء والمحروقات إلى انخفاض
وفي سياق مختلف وفي ملف سوق الدولار، تستمر التقلبات بشكل كبير اليوم، مع دخول تعميم مصرف لبنان حيز التنفيذ، بحيث انخفض سعر الصرف صباحاً إلى 34 ألف ليرة لبنانية للدولار، قبل أن يعاود الارتفاع إلى 35 ألف ليرة، علماً أنه هبط في اليومين الماضيين بأكثر من خمسة آلاف ليرة دفعة واحدة.
وأعلن مصرف لبنان الأحد، أنه سيقوم من خلال منصة "صيرفة" ببيع الدولار الأميركي حصراً ابتداءً من الثلاثاء، وأنه لن يكون شارياً للدولار عبر المنصة من حينه وإلى إشعار آخر.
وأشار التعميم إلى أنه "كما نص عليه التعميم 161 يستمر دفع معاشات القطاع العام بالدولار الأميركي ومن ناحية أخرى تستمر سحوبات الـ400 دولار لأصحاب الحسابات المصرفية، كما يستمر العمل بالتعميم 151 والتعميم 158 وأيضاً يتم الدفع بالدولار الأميركي".
وفي وقتٍ لم يترجم هبوط سعر صرف الدولار بانخفاض أسعار السلع والمواد الغذائية والبضائع التجارية، لكنه انعكس تراجعاً ملحوظاً في أسعار المحروقات التي باتت بالجزء الأكبر منها محلياً مرتبطة بسعر السوق السوداء بعد رفع مصرف لبنان الدعم عنها. وانخفض سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 46 ألف ليرة لتصبح 653 ألف ليرة، والبنزين 98 أوكتان 47 ألف ليرة لتصبح 668 ألف ليرة، فيما انخفض سعر صفيحة المازوت 56 ألف ليرة لتصبح 789 ألف ليرة، بينما انخفض سعر قارورة الغاز 17 ألف ليرة لتصبح 398 ألف ليرة.