التحايل على حملات المقاطعة... "كارفور" الأحدث

03 نوفمبر 2024
مقاطعة كارفور في تولوز الفرنسية (ألان بيتون/Getty)
+ الخط -

تعرضت الشركات والعلامات التجارية، ومنها " كارفور"، الداعمة لإسرائيل في حرب الإبادة التي ترتكبها ضد أهالي غزة لضربات متلاحقة، وهو ما دفعها إلى التحايل على حملات ودعوات المقاطعة الواسعة التي تتعرض لها. تجلت تلك الضربات في تراجع الأرباح الصافية والإيرادات الكلية والمبيعات الإجمالية، بل إن بعض الشركات العالمية أغلقت فروعها بعد توقف نشاطها تماماً في بعض الدول، كما جرى مع سلسلة مطاعم كنتاكي التي أغلقت فروعها في ماليزيا والبالغة 108 فروع.

أبرز مثال على تأثر الشركات الداعمة بحملات المقاطعة المستمرة ما جرى لشركة مطاعم أميركانا العالمية للوجبات السريعة التي تراجع صافي ربحها بنسبة 54.3% عن الربع الثالث من العام الجاري، وبنسبة 48.2% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، بسبب المقاطعة الواسعة لوجباتها ومبيعاتها على خلفية دعمها إسرائيل في حرب الإبادة التي تخوضها منذ أكثر من عام.

وقبل أيام، كشفت سلسلة متاجر القهوة الأميركية ستاربكس، أن مبيعاتها تراجعت بنسبة 7% في الفترة بين تموز/يوليو وسبتمبر/أيلول 2024 مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق. وبلغت إيراداتها على مستوى العالم نحو 9.1 مليارات دولار، مسجلةً انخفاضاً سنوياً بنسبة 3%. كما انخفض ربح الشركة لكل سهم بنسبة 25%، ليصل إلى 80 سنتاً. كما تكرر المشهد لدى شركات عالمية أخرى منها نستلة وبيبسيكو.

وبسبب تلك الضربات المتلاحقة للعلامات التجارية الداعمة للاحتلال لجأت بعض الشركات العالمية لحيلة ماكرة وهي تغيير اسمها وعلامتها التجارية، في محاولة لخداع العملاء والمتعاملين معها، وتفادي سيف المقاطعة المسلط على رقابها وإعادة عملائها القدامى.

بسبب الضربات المتلاحقة للعلامات التجارية الداعمة للاحتلال لجأت شركات عالمية لحيلة هي تغيير اسمها وعلامتها التجارية، في محاولة لخداع العملاء والمتعاملين معها، وتفادي سيف المقاطعة

أبرز مثال على ذلك ما قامت به سلسلة كارفور الفرنسية في الأردن حيث غيرت كارفور اسمها إلى "هايبر ماكس"، وأزالت بالفعل اليافطات الرئيسية عن مواقع السلسلة المنتشرة داخل الأردن. كما اقدمت شركات أجنبية أخرى عاملة في الأردن على خطوة مماثلة في محاولة للحد من مخاطر المقاطعة.

وهناك توجه لتوسيع التجربة لاحقاً في بقية الدول التي تضم استثمارات مجموعة الفطيم الإماراتية، سواء في دول المنطقة أو خارجها. كما تردد فك المجموعة، المملوكة لرجل الأعمال ماجد الفطيم، ارتباطها مع سلسلة "كارفور" في الأردن.

امتدت تلك الحيلة الهادفة إلى التحايل على دعوات المقاطعة إلى شركات متعددة الجنسيات وعلامات تجارية أخرى، منها شركات المنظفات والمشروبات الغازية والوجبات السريعة التي غيرت أسماء منتجاتها، كما حدث في بعض الدول العربية.

وقبل أشهر وفي خطوة مفاجئة أعلنت شركة برغر كينغ في تركيا تغيير اسمها وشعارها ليصبح "بورغر" فقط، مع حذف كلمة "كينغ"، وجاء التغيير بسبب المقاطعة الشعبية الواسعة في تركيا لمنتجات المطاعم السريعة الداعمة لإسرائيل. وتكرر الأمر مع شركات ماكدونالد وستاربكس وكوكا كولا وبيبسي وغيرها.

ولا ننسى هنا تحايل إسرائيل منذ بداية الحرب على حملات المقاطعة الواسعة لمنتجاتها بوضع أسماء بلدان أخرى على سلعها المصدرة إلى الخارج ومنها التمور، وفشل هذا التحايل في كسر سلاح المقاطعة، وهو ما تكشف عنه أرقام الصادرات الإسرائيلية المتراجعة خاصة لأسواق بعض البلدان العربية التي تقيم علاقات اقتصادية وسياسية مع الاحتلال.

دولة الاحتلال تتحايل على حملات المقاطعة الواسعة لمنتجاتها بوضع أسماء بلدان أخرى على سلعها المصدرة إلى الخارج ومنها التمور

بالطبع، هذه الحيل وغيرها لا تنطلي على المستهلك، ففي الأردن انبرت حركات المقاطعة بسرعة لإجهاض عملية الخداع، وتأكيد أن تغيير اسم "كارفور" إلى "هايبر ماكس" لا يعني خروجه من قوائم المقاطعة، خاصة أن العلامة أعلنت صراحة عن تبرعها بآلاف الطرود والشحنات الشخصية لجنود جيش الاحتلال، ولم تعلن صراحة تراجعها عن خطوة دعم الاحتلال وجرائمه.

دعوات المقاطعة تحقق نجاحات يوماً بعد يوم، وأحدث دليل على ذلك تخلص بنك باركليز البريطاني، من أسهمه في شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية، بعد حملة استمرت عاماً شهدت ضغوطاً شديدة على البنك من نشطاء وعملاء لإنهاء تعامله مع الشركة المصنّعة للسلاح.

المساهمون