قفزت أرباح الشركات المدرجة في بورصة قطر، بنحو 36% وبلغت 33.47 مليار ريال (9.19 مليارات دولار) خلال التسعة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، مقابل 24.63 مليار ريال (6.75 مليارات دولار) لذات الفترة من عام 2020.
كذلك ارتفعت أرباح الشركات المدرجة خلال الربع الثالث نحو 38% لتبلغ 12.59 مليار ريال (الدولار = 3.65 ريالات)، مقارنة بـ 9.15 مليارات للفترة المناظرة من العام الفائت.
وحسب موقع بورصة قطر، سجلت 34 شركة نمواً في الأرباح بنسب متفاوتة، بينما تراجعت أرباح 14 شركة، منها 3 شركات تحولت من الربحية إلى الخسارة.
موقع بورصة قطر: سجلت 34 شركة نمواً في الأرباح بنسب متفاوتة، بينما تراجعت أرباح 14 شركة، منها 3 شركات تحولت من الربحية إلى الخسارة
وعن أسباب ارتفاع الأرباح، يقول المحلل المالي، رمزي قاسمية، لـ"العربي الجديد"، إن السبب الرئيسي يعود لقطاع الصناعة الذي تجاوزت أرباحه 9.4 مليارات ريال، مقارنة بـ 2.9 مليار ريال، وبنسبة نمو فاقت 228%، وذلك بشكل رئيس نتيجة زيادة أرباح شركة "صناعات قطر" إلى 5.6 مليارات ريال، وتحسن أرباح شركة "مسيعيد للبتروكيماويات القابضة"، ونموها بنحو أكثر من ثلاثة أضعاف إلى 1.4 مليار ريال.
ويرى قاسمية أن السبب الرئيس لتحقيق قطاع الصناعة هذه الأرباح، ارتفاع أسعار منتجات شركات القطاع مثل "البتروكيماويات" و"الأمونيا" و"اليوريا" والألمنيوم.
وأشار قاسمية إلى أن قطاع التأمين شهد تحسناً ملحوظاً، إذ بلغت إجمالي أرباح القطاع 801 مليون ريال مقابل 128 مليون ريال، وفاقت أرباح القطاع المصرفي 15.4%.
ويرى المحلل المالي، أحمد عقل، أن ارتفاع أرباح الشركات خلال الأشهر التسعة كان متوقعاً، لأن الأرباح انخفضت للفترة ذاتها من 2020 بشكل غير طبيعي، بسبب جائحة كورونا والضغوط التي مرت بها الشركات، ما أثر بأرباح العام الماضي.
ويوضح عقل في حديث مع "العربي الجديد" أن التحسن يعود أولاً إلى ارتفاع نسبة الأشخاص الذين تلقوا جرعات اللقاح المضاد لفيروس كورونا "كوفيد19"، وعودة حركة المطارات والموانئ والمنافذ البرية إلى العمل مجدداً، ما ساهم كثيراً في عودة الحياة إلى طبيعتها والطلب والعرض إلى ما كان عليه، وبالوقت نفسه ارتفاع أسعار النفط وتأثيره المباشر في الاقتصاد والمشاريع وأرباح بعض الشركات القيادية التي تمثل نسبة كبيرة من أرباح الشركات المدرجة في بورصة قطر، مثل "صناعات قطر" و"مسيعيد" وغيرهما.
المحلل المالي، رمزي قاسمية، لـ"العربي الجديد": السبب الرئيسي لزيادة الأرباح يعود لقطاع الصناعة الذي تجاوزت أرباحه 9.4 مليارات ريال
وأضاف أن "معدلات النمو والسياسات المالية الرشيدة التي اتبعت لمواجهة آثار الجائحة والدعم الحكومي للشركات، والاستمرار في خطط ومشاريع التوسع في إنتاج الغاز، كل ذلك أسهم في خلق جو من التفاؤل الاقتصادي الذي لمسنا تأثيره خلال هذه الفترة".
ولفت عقل إلى أن تحسن الاقتصاد العالمي بسبب هدوء الحرب الباردة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبين الأخيرة والصين، أسهم في حالة من الاستقرار ودعم اقتصاديات الدول الناشئة وغير الناشئة.