رفض الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خطة حكومية حول إنجاز مشاريع حيوية تخص بناء خطوط السكك الحديدية باتجاه مناجم الفوسفات والحديد في أقصى شرقي وجنوبي البلاد، وطالب الحكومة بوضع خطة جديدة لإنجازها في أسرع وقت.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية، صدر عقب اجتماع مجلس الوزراء، مساء أمس الاثنين، بأنّ تبون "رفض كل الآجال البعيدة المدى، لإنجاز خطوط السكك الحديدية بين عنابة وبلاد الهدبة شرقي الجزائر، وبين بشار وغارا جبيلات، مروراً بتندوف أقصى جنوبي البلاد".
وأضاف البيان أنّ تبون "أمر بتقليصها فوراً، وبإنجاز هذه الخطوط، بمعايير دولية وبأسرع وقت، بالشراكة مع شركات عالمية، تدفع لمضاعفة قدرات الإنتاج، وتحويلها، مراعاة للضرورة الاقتصادية الثقيلة للمشروعين".
ويتعلق الخط الأول لسكة الحديد بين بلاد الهدبة وعنابة شرقي البلاد، بمشروع الاستثمار في منجم كبير للفوسفات يقع في منطقة بلاد الهدبة وجبل العنق بولاية تبسة شرقي الجزائر، على الحدود مع تونس، شرع في تهيئته للاستغلال، في ديسمبر/ كانون الأول 2021، باستثمار بقيمة ثلاثة مليارات دولار، قبل أن يلتحق شريك صيني بالمشروع، ويجري تطوير الاستثمار إلى سبعة مليارات دولار.
ويبلغ إنتاج مناجم الفوسفات 5.4 ملايين طن من الأسمدة بمختلف أنواعها سنوياً، توجه للاستغلال المحلي، وتسويق الفائض منها للخارج في مرحلة لاحقة، وكذا تصنيع المنتجات الفوسفاتية للتغذية الحيوانية والنباتية، كما سيساهم في توظيف 12 ألف شخص خلال مرحلة الإنجاز، وستة آلاف منصب عمل مباشر، و24 ألف منصب شغل غير مباشر في مرحلة الاستغلال، وتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية في المنطقة الشرقية للجزائر.
ويتعلق الخط الثاني للسكة الحديد الذي يربط بين ولايتي تندوف وبشار التي يقع بها منجم الحديد بغارا جبيلات، أقصى جنوب غرب الجزائرية، والذي أطلقت الحكومة الخطة الخاصة به في يونيو/ حزيران 2022 ، لضمان نقل الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات، ومنه إلى مصانع في شمال البلاد.
وأكد البيان أنّ تبون كلّف الحكومة بوضع خطة "تسمح بالجمع بين تهيئة المنجم واستغلاله في الوقت نفسه"، ما يسمح ببدء استثمار عائداته لصالح الإنتاج الوطني من الحديد.
وكانت الجزائر قد بدأت أولى عمليات استغلال هذا المنجم، منذ يونيو/ حزيران الماضي، والذي تعطل استغلاله منذ أربعة عقود.
وتقدر احتياطيات هذا المنجم بثلاثة مليارات طن، ويجري استغلاله بشراكة جزائرية صينية، وقدرت الدراسات تكلفة المشروع بنحو 15 مليار دولار، على أن يبدأ استغلاله الأولي في غضون العام المقبل 2024، ويصل إنتاجه إلى ما بين 2 إلى 4 ملايين طن من خام الحديد، على أن يرتفع الإنتاج في المرحلة ما بعد 2027، إلى ما بين 40 إلى 50 مليون طن.