كشف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، الإثنين، أن الجزائر ستمد إسبانيا بكافة احتياجاتها من الغاز عبر الأنبوب البحري، مع إمكان زيادة تدفقاته دونما حاجة إلى الأنبوب البري العابر للمغرب، والذي ينتهي أجله في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.
وقال عرقاب، في برنامج بثته الإذاعة الحكومية، إن أنبوب الغاز العابر للبحر المعروف باسم "ميد غاز" سيمد إسبانيا بـ8 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي في المرحلة الأولى، على أن تصل تدفقات هذا الأنبوب الذي يربط بين ميناء بني صاف، غربي الجزائر، وألميريا الإسبانية، إلى 10.6 مليارات متر مكعب من الغاز، مع نهاية السنة الجارية، بعد الانتهاء من عمليات التوسعة التي قامت بها شركة "سوناطراك".
ويُفهم من تصريحات الوزير الجزائري أنها تعني إغلاقا نهائيا للأنبوب البري العابر للمغرب، والذي كان قد بدأ العمل به منذ عام 1996، وعدم رغبة الجزائر في تجديد عقد استغلاله الذي ينتهي مع نهاية الشهر الجاري، في خضم أزمة سياسية حادة بين الجزائر والمغرب، نتج عنها قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ 24 أغسطس/ آب الماضي.
وكشف عرقاب أن الجزائر تستغل في الوقت الحالي 38% من مقدراتها من حقول المحروقات (النفط والغاز)، وقال: "لا يزال هناك مجال منجمي واسع للبحث، وسنعمل على تطوير المجال المنجمي في المحروقات، إضافة إلى تطوير قطاع المناجم الخاصة بالمعادن المختلفة في مختلف أنحاء البلاد، حيث ستدخل عدة مشاريع قيد الاستغلال، كمناجم الفوسفات، شرقي البلاد، والحديد بغار جبيلات في الجنوب الغربي للجزائر".
وبخصوص مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، والذي يربط بين نيجيريا والجزائر، أوضح عرقاب أن "المشروع مهم جدا، ليس للجزائر فقط، بل لكل البلدان التي يمر بها. لدينا شراكة جيدة مع نيجيريا والنيجر لتزويد أوروبا بالغاز"، مشددا على أن "إنجاز المشروع يتطلب بناء منشآت في كل من النيجر ونيجيريا، والأشغال ستنطلق قريبا".
وشدد وزير الطاقة والمناجم على أهمية التنقيب على الذهب في ولايات الجنوب، وقال: "هذا المشروع له بعدان، الأول هو لتوفير مناصب الشغل لقاطني المنطقة، والثاني من أجل القضاء على الاستغلال غير القانوني والعشوائي للذهب، والذي انتشر بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية"، حيث تم إنشاء 280 مؤسسة تنشط في التنقيب الحرفي عن الذهب، ينشط فيها الشباب الذين تم تنظيمهم وتكوينهم في هذا المجال.
وكانت السلطات قد أعلنت عن إنتاج أولي حققته مؤسسات التنقيب الشبابية في غضون أشهر منذ بدء عملها، قدر بـ40 كيلوغراما من الذهب، ووصف وزير الطاقة والمناجم ذلك بـ"الأمر المشجع، حيث ستعمل الدولة وكافة السلطات المعنية على مرافقة الشباب المستثمر في هذا المجال لتطوير الإنتاج".