السودان: انقسام حول الميناء الإماراتي

15 ديسمبر 2022
مخاوف من تأثيرات سلبية لـ"أبو عمامة" على الموانئ الأخرى (Getty)
+ الخط -

تجاهل وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني جبريل إبراهيم الأصوات المناوئة لمشروع إنشاء ميناء أبو عمامة الإماراتي ببورتسودان، شرقي السودان، وغياب السلطتين التشريعية والتنفيذية بالبلاد، بشروعه أول من أمس، في الاتفاق مبدئيا باسم حكومة الخرطوم مع ائتلاف مجموعة موانئ أبوظبي وإنفيكتوس للاستثمار لتطوير وإدارة وتشغيل ميناء أبو عمامة والمنطقة الاقتصادية في السودان بقيمة 6 مليارات دولار.
وتباينت آراء مؤيدي ورافضي المشروع، حيث يرى البعض أنه ينشط الحركة الاقتصادية والتجارية والبحرية بالبلاد، فيما يرى آخرون أنه ينافس بقوة ويشل حركة الموانئ المحلية القائمة بالمنطقة.

وتمسك مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عبد الله أوبشار، في حديثه لـ"العربي الجديد"، بآرائه السابقة المعترضة على الميناء الإماراتي، وقال إن أبو عمامة ببورتسودان سيؤدي إلى تجفيف نشاط الموانئ الموجودة ببورتسودان كافة، مشددا على مناهضته لإنشائه بشتى الطرق.

في المقابل، قال وزير الدولة الأسبق للمالية عز الدين إبراهيم لـ"العربي الجديد"، إن "إنشاء هذا الميناء يخدم الاقتصاد السوداني ويوسع الموانئ الموجودة بالمنطقة ويسهل عملية التصدير عبر بورتسودان، وخاصة أن الموانئ الحالية لن تتمكن من مقابلة الانفتاح الاقتصادي والتجاري العالمي المرتقب على السودان والذي يتطلب وجود موانئ كبرى وتطوير البنى الاستراتيجية ومواعين النقل، فضلا عن إيجاببات ميناء أبو عمامة في استيعاب عمالة سودانية كبيرة من أبناء الشرق"، وأضاف: "لا أرى دواعي لرفض إنشاء مثل هذا المشروع الحيوي والمهم في السودان".

ولفت وزير النقل السابق ميرغني موسى إلى التزام الحكومة السودانية والقائمين على الميناء الإماراتي بمد أنبوب مياه من النيل إلى مدينة بورتسودان وميناء أبو عمامة ورصف طريق بين أبو حمد والميناء الجديد وتخصيص نسبة 4% من إجمالي أرباح الميناء لتنمية المجتمع المحلي، لافتا إلى أن المشروع يحوي ميناء ملحقاً بمنطقة حرة تتضمن مدناً صناعية وتجارية وطريقاً برياً بين البحر الأحمر ونهر النيل.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي هيثم فتحي لـ"العربي الجديد"، إن العرض الإماراتي الاستثماري عبارة عن حزمة من الاستثمارات ومیناء للتصدیر ومشروع لشراء شركة بشائر للبترول، على أن يتم منح أراض زراعیة في أبو حمد، إضافة لعمل طریق بري ومیناء للصادرات الزراعیة شمال بورتسودان في أبو عمامة.

ولفت إلى حاجة التجارة الوطنية إلى الطريق المقترح الرابط بین أبو حمد وشمال بورتسودان لإحياء المناطق الواقعة على مسار الطريق، لأنه سيكون رابطاً اجتماعياً واقتصادياً بين الشرق والشمال والعاصمة، وقال إن أي استثمار في أي من المناطق السودانية يساهم بشكل مباشر في تحسین الأوضاع المعيشية وتقليل نسبة البطالة بالبلاد.

وتابع أن السودان به موانئ عديدة وعريقة يمكن تطويرها لزيادة الصادر والوارد ووضع خطط لبناء موانئ جديدة متخصصة، وأوضح أن المشروع الإماراتي يضم بناء منطقة صناعية وأخرى سياحية ومشروع زراعي بمنطقة أبو حمد بمساحة 500 ألف فدان.

المساهمون