بدأت مشاريع سيارات الأجرة الذاتية في إخراج السائقين الاحتياطيين من قمرتها، في قفزة تاريخية نوعية بعالم التنقل، لكن هذه المركبات، رغم أنا قادمة لتغزو الشوارع لا محالة، لا يزال من المبكر التسويق لها تجارياً حتى الآن، لعجزها عن الاستغناء عن البشر بشكل كامل.
فالسيارات ذاتية القيادة هي مرحلة الانتقال من الخيال العلمي إلى طرق الحياة اليومية الولايات المتحدة، إلا أن تقريراً لصحيفة "وول ستريت جورنال" يعتقد أن هذه مجرد بداية لرحلة طويلة قبل أن تتحقق إمكانات التحوّل التام، علماً أن "تسلا" من بين الشركات التي تنافس بقوة على هذا الصعيد.
في السياق، يبدو أن شركة "وايمو" التابعة لـ"ألفابِت" هي الأكثر تقدما في مشروعها "روبوتاكسي" في ضواحي "فينيكس"، حيث اعتاد العملاء على توقيع اتفاقية عدم إفشاء للترحيب بهم في رحلة من دون سائق احتياطي، وقد افتتحت "وايمو" هذه الخدمة في أكتوبر/ تشرين الأول.
بعض الشركات الأُخرى ليست بعيدة عن هذا الرَكب. فقد قالت شركة "موشونال"، وهي مشروع مشترك بقيمة 4 مليارات دولار بين "هيونداي" الكورية الجنوبية ومورّد السيارات "أبتيف" (Aptiv)، الشهر الماضي، إنها ستُخرج سائقي السلامة من سيارات الأجرة التي تعمل على منصة "ليفت" (Lyft) حول لاس فيغاس "في الأشهر المقبلة".
بدورها، قالت "كروز أوتومايشن"، وهي شركة سيارات بدون سائق تسيطر عليها "جنرال موتورز"، إنها ستُزيل برامج التشغيل الاحتياطية من سياراتها بحلول نهاية عام 2020، علماً أنها تُشغّل المركبات حول سان فرانسيسكو المزدحمة لكن من دون ركاب أو حمولة.
ويُعد إطلاق السيارات من دون سائقي السلامة علامة فارقة مهمة، لكن ثمة الكثير من الأمور التي يجب التأكد منها أولاً. فبمجرد أن تتوصل الشركات إلى كيفية تشغيل الروبوتات بأمان في منطقة حضرية واحدة في طقس جيد، سيتعين عليها أيضاً تأكيد قدرتها على التكيّف مع مناطق جديدة ومجموعة واسعة من الظروف المختلفة والمتقلبة.
وفي نهاية المطاف، يجب أن يمنح هذا النوع من التوسع التدريجي السيارات ذاتية القيادة، القدرة اللازمة على خفض التكاليف والتنافس مع سيارات الأجرة التي يقودها الإنسان، وكذلك وسائل النقل العام، وعلى المدى الطويل، مُلكية السيارات.
وهذه الأهداف النهائية النبيلة تشير إلى الفُرص التجارية الضخمة والتهديدات التي جذبت عمالقة التكنولوجيا وصناعة السيارات ومقدّمي خدمات "التنقل"، مثل "أوبر"، إلى سباق كهذا. وبالنسبة إلى تقنية تحتاج إلى أعلى معايير السلامة لتأمين الدعم التنظيمي والعام، فإن طرحها سيستغرق سنوات مع إنفاق مليارات الدولارات من الرأسمال.
الرئيس التنفيذي لشركة "موشونال"، كارل إيغنيما، يعتقد أن سعر تذكرة الدخول إلى مباراة السيارات ذاتية القيادة يناهز المليار دولار، ثمناً لشراء الفرق اللازمة وتطوير المكونات وأسطول الاختبار، فهي تأتي من بين تكاليف بدء التشغيل الأُخرى، فيما ستكون هناك حاجة إلى المزيد لطرح أساطيل جاهزة للعملاء على نطاق تجاري.
وضمن الاستجابة لتحديات التمويل، برزت شراكات لافتة، مثل شراء "هوندا" و"سوفتبنك" حصص أقلية في "كروز أوتومايشن" من "جنرال موتورز".