دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مواطني بلاده إلى "الطعام والشراب بأريحية خلال شهر رمضان"، قائلاً في احتفالية لتكريم المرأة والأم المصرية، اليوم الأربعاء: "اعملوا يا مصريين اللي أنتم عاوزينه في رمضان، وكلوا براحتكم فالسلع لدينا كثيرة. واللي عاوز يشكرني عشان عملت أمر طيب يخلي باله من مصر، والله أعلم بما في نفسي".
وحاول السيسي طمأنة المصريين بشأن عدم نقص السلع الغذائية الأساسية في الأسواق، متجاهلاً عن عمد ارتفاع أسعارها بنسب تجاوزت 50%، بقوله: "لولا إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الدولة المصرية لأصبح موقفنا أصعب كثيراً خلال العامين الماضيين. وهدفي هو الحفاظ على الوطن، في ظل الحالة التي يعيشها العالم حالياً"، في إشارة إلى إجراءات خفض قيمة الجنيه مقابل الدولار مجدداً، ورفع أسعار الفائدة بنسبة 1%.
وأضاف السيسي: "والله (3 مرات) البلد دي كانت هاتقع، لولا أن رفعها الله تعالى بيده، وإحنا عاوزين نحافظ على حياة 100 مليون مصري، وأنهم يبقوا في أمان وسلام. ووراء نجاح قرارات الإصلاح الاقتصادي توفيق الله سبحانه".
وتابع: "الناس ساعدت معانا في نجاح هذه القرارات، وأتحدث هنا عن المرأة المصرية التي استطاعت تدبير مصروفات الطعام والشراب والملبس، ووقفت إلى جانب الوطن في محنته... وأنا واحد من الناس، مش مسؤول كبير ولا حاجة، وأقول إن المرأة المصرية العظيمة لا تزال داعمة لبلدها، وقوتها هي التي صنعت مجد هذا الوطن".
وزاد السيسي: "احترام المرأة، وحمايتها، وتمكينها، هو واجب وطني، والتزام سياسي، وليس هبة أو منحة من أحد... ونحن نحتاج إلى تربية وبناء الطفل داخل الأسرة على احترام الفتاة، حيث إنني تابعت حوادث انتحار فتاتين بسبب الابتزاز والصور المفبركة مؤخراً، ويجب على المجتمع الانتباه لمثل هذه الظواهر، لأن أرواح هؤلاء الأبرياء في رقابنا".
وأكمل زاعماً: "يجب عدم الإسراف في تناول الطعام، مع التأكيد على توافر السلع الأساسية أيضاً... وهناك من يقول على مواقع التواصل الاجتماعي إن السيسي يقول لنا لا تأكلوا، وهو ينعم بكل شيء... والله أنا صادق وأمين، وأقول لهم أنا لا أكل من الجنة، واسأل في بيتي عن الأسعار... وكل ما أطلبه من المصريين هو الإنفاق المتوازن، مش فكرة معايا فلوس كام".
وواصل السيسي: "الدول لا تُصنع بالأماني، ولن تتقدم إلى الأمام بالأحلام والكلام، ولكن بالجهد والمثابرة والوعي... وحينما كنت وزيراً للدفاع، كنت أقول للموجودين ضعوا إناءً واحداً لكل شخص، بشرط أن يكون فيه دجاج... والدولة ليست خصم لأحد، والجيش في مصر لديه القدرة على توفير الطعام لجميع المصريين خلال شهر رمضان"، حسب تعبيره.
وكان مصريون قد جاهروا في الآونة الأخيرة بالشكوى من الغلاء الذي طاول مختلف السلع والخدمات، وسط تعالي نبرات الضيق عبر وسائل التواصل الاجتماعي المقروءة والمرئية في مشهد غير مألوف، بعدما كان الخوف من الملاحقات وبطش السلطات، يدفع معظم المصريين إلى الصمت. لكن تزايد الأعباء المعيشية ينذر بتفجر اضطرابات اجتماعية وسياسية في البلاد، وفق محللين.
ويمثل تخفيض قيمة الجنيه مقدمة لمفاوضات الحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي، على غرار التعويم الأول للجنيه الذي حصل في عام 2016، والذي أعقبه اقتراض مصر ما يزيد على 20 مليار دولار من الصندوق. وترافق ذلك حينها مع برنامج اقتصادي شمل زيادة الضرائب والرسوم، وإلغاء الدعم الحكومي عن الوقود والكهرباء، وتقليص عدد العاملين في الجهاز الإداري للدولة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
