تفاقمت أزمة الكهرباء في العاصمة الليبية طرابلس خلال الفترة الأخيرة، بعدما زاد العجز في الشبكة الكهربائية في البلاد، ما أدى إلى انقطاع التيار 72 ساعة متواصلة، في حين يستمر الانقطاع بشكل كامل على مناطق جنوب طرابلس لفترات أكبر، مما تسبب في انقطاع المياه عن معظم أنحاء المدينة.
وتعتبر ليبيا العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" من أغنى دول المنطقة ولديها احتياطي كبير من النقد الأجنبي، وعلى الرغم من ذلك فإن الأهالي في طرابلس، يعانون من انقطاع الماء والكهرباء لعدة أيام متواصلة.
وقال المدير التنفيذي للشركة العامة للكهرباء، إبراهيم الفلاح، في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن وضع الشركة حرج جدا، والعجز الحالي في الطاقة الكهربائية يبلغ 3000 ميغاوات.
أوضح الفلاح أن مشكلة الكهرباء متراكمة منذ سنوات ويصعب حلها على المدى القريب، مؤكداً أن الشركة مستمرة في عمليات الصيانة لبعض المحطات التي من المرتقب أن تولد 1200 ميغاوات.
وأضاف أن عمليات طرح الأحمال سوف تكون ثماني ساعات خلال الأسابيع المقبلة، مضيفا أن عمليات الصيانة والحفاظ على استقرار الشبكة هي الإجراءات التي يمكن القيام بها على المدى القصير، لكن تنفيذ هذه الإجراءات يزداد تعقيدا بسبب مشاكل فنية.
وأكد نائب رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء، عبد السلام الأنصاري، أن الأضرار التي لحقت بغرفة التشغيل في الشركة العامة للكهرباء وعدم صلاحية أحد خطوط النقل الرئيسية، من العوامل المساهمة في انقطاع التيار الكهربائي في العاصمة.
وأشار إلى أن تدفقات الإيرادات إلى الشركة العامة للكهرباء من تحصيل الرسوم كانت شبه منعدمة، وأن عملية تحصيل الرسوم بحاجة إلى التحسين، إذا ما أريد للشركة أن تستمر في عملها.
وقال عيسى العزابي، من سكان عمارات الطبي بالقرب من وسط العاصمة، لـ"العربي الجديد" إن "انقطاع الكهرباء تسبب في أزمة مياه وخاصة أنني أسكن في الدور الخامس".
وأكد معتز بلقاسم، من سكان شارع ميزران بوسط العاصمة، لـ"العربي الجديد" أن انقطاع التيار تسبب في إفساد اللحوم والخضروات الموجودة بالثلاجة. وأضاف أنه يتحمل مع باقي سكان العمارة مصاريف كبيرة لاستئجار مولد كهربائي لتعبئة المياه، موضحا تعرضه لمشكلات أخرى منها نقص السيولة بالمصارف التجارية.
وشهدت مختلف مناطق طرابلس، احتجاجات شعبية وإغلاقا للطرق وحرقا للإطارات بطرق الشط و11 يونيو وعرادة وزناتة والفرناج، بسبب حالة الإظلام شبه التام التي تسود العاصمة، وذلك بعد أن عجزت شركة الكهرباء عن معالجة الانقطاع الدائم للتيار.