أعلنت مديرية مفتشية الآثار والتراث في محافظة ذي قار، جنوب العراق، اليوم الخميس، وضع حجر الأساس لمدينة أور السياحية المجاورة لمدينة أور الأثرية غرب المحافظة.
وقال مدير المفتشية عامر عبد الرزاق إن الحكومة المحلية في ذي قار وضعت حجر الأساس للمدينة السياحية في أور على مساحة تقدر بـ800 دونم، مبيناً، في تصريح صحافي، أن "هذه الخطوة تعد الأولى من نوعها لتطوير قطاع السياحة".
وتابع: "تم رصد مبالغ مالية من صندوق إعمار المحافظة لإنشاء بنى تحتية متكاملة من خلال التعاقد مع شركات رصينة"، مشيراً إلى أن "المحافظة ستشهد توافد آلاف السياح من داخل العراق وخارجه، لتمثل موردا اقتصاديا من خلال تطوير القطاع السياحي وتوفير فرص العمل لأبناء المحافظة".
إلى ذلك، قال محافظ ذي قار أحمد غني الخفاجي إن "المحافظة اليوم على أعتاب عصر جديد من تاريخها الحضاري والإنساني، الذي بدأ في الألف الرابع قبل الميلاد"، مشيراً، في حديث لصحيفة "الصباح" الرسمية، إلى أن "المحافظة العريقة ستكون محط أنظار العالم بعد إكمال مشروع المدينة السياحية في أور الذي تقدر كلفته بنحو 19 مليار دينار عراقي (نحو 13 مليون دولار)، وبدعم وإشراف مباشر من الأمانة العامة لمجلس الوزراء".
ولفت إلى أن "مشروع المدينة السياحية يشتمل على مدينة متكاملة تتضمن مركزاً لحوار الأديان وتبادل الثقافات، ومسجداً وكنيسة، فضلاً عن الأبنية الخاصة بالخدمات الأساسية التي ستقدم إلى الزائرين، ومن بينها فنادق ذات خمسة نجوم وبيوت سياحية، إضافة إلى البنى التحتية من طرق وشبكات ماء ومجار ستنفذها شركات رصينة وذات خبرة".
وتابع: "بالتزامن مع وضع الحجر الأساس لمدينة أور السياحية، سنطلق مبادرة أور عاصمة الثقافة العراقية لعام 2022"، مشيراً إلى أن "فعاليات ثقافية وفنية ومعارض للكتاب ستقام لدعم المبادرة".
ومضى الخفاجي بالقول إن "المحافظة خاطبت الأمانة العامة لمجلس الوزراء بأن تكون المدينة التاريخية في أور عاصمة العراق الثقافية، لمكانتها الثقافية والتاريخية والحضارية بين مدن العالم، لا سيما بعد تسليط الأضواء عليها عقب زيارة بابا الفاتيكان وإقامة أول قداس ديني فيها".
وفتحت زيارة البابا فرنسيس للعراق، في مارس/آذار الماضي، باب التساؤل أمام الناشطين والمهتمين بآثار بلاد الرافدين عن مدى إمكانية استثمارها مرافق سياحية جاذبة للعراقيين والأجانب، ولا سيما بعد أن بدت إجراءات التعمير والاهتمام بها، ومن ضمنها مدينة "أور"، أمراً سهلاً بعدما مدّت السلطات في البلاد خطوط الكهرباء، وشكّلت فرقاً لتنظيف أور قبل زيارة البابا.
وتُعَدّ منطقة "أور" الأثرية، التي كانت واحدة من أبرز محطات بابا الفاتيكان، واحدة من أقدم الحضارات في جنوب العراق، وتعود للحقبة السومرية، وكانت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد.
وزاد الاهتمام بها بعد ضمّ "الزقورة" إلى لائحة التراث العالمي في يوليو/ تموز 2017. ومعلم الزقورة كان معبداً لإلهة القمر "إنيانا"، حسب ما ورد في الأساطير السومرية.