للمرة الأولى منذ الإيقاف الرسمي لبيع الغاز الروسي إليها، انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أقل من 100 يورو لكل ميغاواط /ساعة، تزامناً مع اعتدال الطقس، والاقتراب من ملء الخزانات، وتراجع المخاوف من حدوث أزمة خلال فصل الشتاء.
وانخفضت العقود الآجلة للغاز الهولندي المعياري إلى 93.35 يورو للميغاواط/ساعة (27 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية) خلال تعاملات يوم الاثنين، بانخفاض يقترب من 20% مقارنة بأسعار يوم الجمعة، وهو أدنى مستوى منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي.
وجاء تراجع الأسعار لينعش آمال الأوروبيين في محاربة التضخم الذي وصل لأعلى مستوياته في عقود، ويساعد على تخفيض أسعار الوقود التي أرهقت الميزانيات الأوروبية، وتسبّبت بصورة غير مباشرة في الإطاحة بعدة وزارات فيها.
وبأسعار يوم الاثنين، يكون سعر الغاز الأوروبي قد تراجع بنسبة 70% عن المستويات التي سجلها خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، حين تجاوز السعر 300 يورو للميغاواط/ساعة، إلا أنه ما زال بعيداً عن سعر 20 إلى 40 يورو ميغاواط/ساعة الذي استقر عنده أغلب فترات العقد الماضي.
وفي مقالٍ حديث على جريدة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أكد بيتر ماندلسون، وزير الأعمال البريطاني السابق، والمفوض التجاري للاتحاد الأوروبي السابق، أن دول الاتحاد "تقف الآن عند نقطة انعطاف حاسمة في جهودنا لمعالجة أزمة الطاقة".
وبينما يجتمع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، أكد الوزير السابق أن أحد صانعي السياسة في المفوضية الأوروبية أخبره مؤخراً أن أزمة الطاقة الحالية ستستمر لمدة عامين إلى أربعة أعوام، نظراً لشدة القيود الحالية على أسواق الغاز الطبيعي المسال" في البلدان المختلفة.
وفي إشارة إلى عدم اطمئنانه للظروف الحالية، أضاف ماندلسون أن "الافتراض هو أن الولايات المتحدة وقطر، ومصادر أخرى غير روسية للغاز الطبيعي المسال لن تنقذ في أي وقت قريب".
وتزامن تراجع أسعار الغاز الطبيعي مع قفزة في سوق الأسهم الأوروبية خلال تعاملات يوم الاثنين، مدعومة بالآمال في إبطاء بنك الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) وتيرة رفع الفائدة، بينما يستعد المستثمرون لأسبوع حافل، يأتي في مقدمة أحداثه قرار مهم بشأن معدلات الفائدة من البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس القادم.
وأنهى مؤشر STOXX Europe 600 للأسهم الأوروبية تعاملات اليوم على ارتفاع بنسبة 1.4%، مع ارتفاع جميع القطاعات والبورصات الرئيسية في المنطقة.
وقاد الارتفاعات في القارة العجوز أسهم المرافق والبناء، والبيع بالتجزئة، ووسائل الإعلام، بارتفاعات تجاوزت 2%، ودعمت بصورة كبيرة انتخاب رئيس وزراء بريطاني جديد، هو ريشي سوناك، الملياردير الذي عمل لبنوك الاستثمار، وكان معارضاً رئيسياً للميزانية المصغرة التي أطاحت بليز تراس، بعد أقل من 45 يوماً في رئاسة الوزراء البريطانية.