الغلاء ينغص فرحة عمال اليومية شمالي سورية بشهر رمضان
عدنان الإمام
محمد كركص
مع أول أيام شهر رمضان المبارك، حلق غلاء الأسعار، وزاد الواقع المعيشي سوءاً، حيث يستقبل الأهالي رمضان هذا العام في ظل واقع مأساوي يفرض نفسه عليهم، فتغيب عنهم بهجته، سواء بفعل التشتت والتهجير، أو حتى بفعل الأوضاع المعيشية القاسية.
ويقول عمار العبد الله، أحد العمال في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن انهيار "الليرة التركية مقابل الدولار ساهم بشكل كبير بارتفاع الأسعار؛ فالطبقة المتوسطة والغنية تستطيع أن تشتري احتياجاتها، وأما نحن الطبقة الفقيرة فلا نستطيع شراء شيء، فيومية العامل 50 ليرة تركية ما يعادل (1.5 دولار أميركي تقريباً) وهي لا تكفي لشيء، وهناك ضعف في القدرة الشرائية لدى أغلب الناس بسبب الغلاء الفاحش".
ويضيف العبد الله: "يوجد قهر كثير في شهر رمضان. أنت تريد أن تشتري أشياء لملء مائدة الإفطار في رمضان لأولادك وليس لديك إمكانية، كل معيشتنا قهر وهموم، وما في فرحة".
أما محمد الإبراهيم، المهجر من بلدة عنجارة بريف حلب الغربي، وهو عامل على عربة صغيرة، فيقول في حديث لـ"العربي الجديد": "أنا أشتغل في اليوم بـ 25 ليرة تركية، أي أقل من دولار أميركي، وأنا حائر في أمري ماذا سوف آخذ معي طعاماً لأولادي، فأنا بحاجة لـ 5 ربطات خبز يومياً، ولدي ولدان يعملان أيضاً، ولا أستطيع أن أؤمن قوت يومي وأقضيها استقراض من المحلات، فمثلاً الأرز لم أشتره منذ أسبوع، واليوم فطوري زيتون وعطون وبطاطا مسلوقة".
واختفت بهجة رمضان هذا العام، وتغيرت أهم العادات الرمضانية، حيث يقول علي عبيد، لـ"العربي الجديد"، إن "الفروج ارتفع سعره اليوم وأصبح الطن بـ 2200 دولار أميركي، فالفقير ماذا سوف يشتري وماذا يصرف على نفسه إذا كان كيلو فخذ الدجاج أصبح بـ 75 ليرة تركية (2 دولار أميركي)؟ كل شيء غال، وكما هو متعارف فإن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة، أما عندنا فهو شهر ارتفاع الأسعار".
من جانبه، يقول محمد شيخ عبد الحي، لـ"العربي الجديد"، وهو عامل يومية: "في رمضان كل شيء غال، ويوميتي بـ 65 ليرة تركية، اشتريت قبل قليل 3 ربطات خبز وكم غرض بسيط جداً وخلصت كل يوميتي، الأسعار كلها عم ترتفع بشكل جنوني، وأنا ما بعرف شو بدي أطبخ اليوم، وما رحت على البيت وما معي أشتري شي يعمل طبخة جيدة، والوضع صعب على الجميع وما في شغل ومصاري عند العالم".