الفوضى تعم المطارات الألمانية.. مشاكل تقنية ونقص كبير في الموظفين

30 يونيو 2022
المسؤولون في المطارات لم يتفاعلوا ويتداركوا الأزمة قبل وقوعها (Getty)
+ الخط -

الترقب الكبير للعطلة هذا الصيف تقابله خيبة أمل في ألمانيا، بسبب فوضى الطيران والاضطرابات وإلغاء الرحلات الجوية، ويعود ذلك أساسا إلى النقص الحاد في عدد موظفي الموانئ الجوية وشركات الطيران.

وأمام هذا المشهد المربك، دعت الحكومة إلى اجتماع أزمة اليوم الأربعاء، يشارك فيه ممثلو أكبر 10 مطارات ألمانية والشرطة الفيدرالية وبقية السلطات ومقدمو الخدمات، من أجل إيجاد الحلول الناجعة لتدارك الوضع.

هذا الاستنفار استدعته تقارير إعلامية عن حالات الغضب والامتعاض والدموع بين المسافرين بسبب الإلغاء الفوري للعديد من الرحلات، والتململ من الانتظار لساعات في الطوابير عند نقاط تسجيل الركاب، ناهيك عن فقدان الأمتعة.

وفي السياق، نقلت صحيفة "بيلد" عن أحد مديري الشركات المنظمة للرحلات أن العدد الكبير من الحجوزات كان معلوما منذ أكثر من 4 أشهر، لكن المسؤولين في المطارات لم يتفاعلوا ويتداركوا الأمر قبل وقوع الأزمة.

واتهمت مفوضة الحكومة لشؤون السياحة كلوديا مولر، في تصريحات لجريدة "بيلد"، قطاع الطيران بارتكاب أخطاء في التخطيط بشأن الموظفين، لافتة إلى أن الناس تريد المغادرة للاستمتاع بالإجازات، ولم يكن من الصعب التكهن بأن هذا الوقت سيأتي بعدما كان المواطنون قد تجنبوا السفر بسبب كورونا خلال العامين المنصرمين.

وشددت على أنه لـ"نزع فتيل الأزمة وقبل كل شيء، يجب تنشيط الفحص الأمني وتسجيل الوصول في المطارات بشكل أسرع وأكثر سلاسة".

ووفقا لتقرير نشرته "دير شبيغل" في الآونة الأخيرة، أُلغيت 2126 رحلة الشهر الحالي، والعدد يقارب 6 أضعاف ما كان عليه في يونيو/حزيران 2019، قبل أزمة كورونا مع 372 رحلة.

وفي خضم ذلك، أبرزت "تاغس شبيغل"، اليوم الأربعاء، أن الحكومة الاتحادية، ولتغطية النقص في موظفي المطارات، تريد الاستعانة بعمال أجانب على المدى القصير، بينهم موظفون للخدمات الأرضية وتقنيون من دون إهمال معايير السلامة العامة ومعايير العمل.

وبينت وزيرة الداخلية نانسي فيزر من برلين، اليوم الأربعاء، أن "هناك بعض المقترحات المنسقة للحكومة، وأنه سيكون بالإمكان استخدام مساعدين من الخارج، وخاصة من تركيا".

علاوة على ذلك، سيتم اعتماد قواعد أكثر صرامة، بما خص حقائب اليد لتسهيل فحص الأمتعة اليدوية، إلى تخفيف الحظر المفروض على الرحلات الجوية الليلية في العديد من المطارات، كما وتسهيل استخدام المساعدين الأجانب، وأساسا من تركيا، لحل مشكلة الاكتظاظ وتفادي انتظار المسافرين لأوقات طويلة في المطارات.

من جهة ثانية، وفي ضوء إلغاء الرحلات مع تسريح العمل خلال جائحة كورونا، دعت حماية المستهلك إلى ضمان حقوق الركاب، وأن يتمكن المسافرون من الحصول على تعويض تلقائي في حال إلغاء الرحلة أو تأخيرها، وهناك خشية من أن لا تأخذ الشركات حقوقهم على محمل الجد في مثل هذه الحالات وتتجنب التعويض.

وفي سياق متصل، أبرزت شبكة التحرير الألمانية أنه من المرجح أن ينشأ نقاش حول مبدأ الدفع المسبق قريبا، لأنه يجب أن يتمتع العملاء بالأمان.

موقف
التحديثات الحية

هذه المشكلات عرضت وزير النقل المنتمي إلى الليبرالي الحر فولكر فيسينغ لانتقادات حادة، ورأت رئيسة الرابطة الاتحادية لمنظمات المستهلكين ماريون يونغبلوث مع هانلسبلات أن على وزير النقل الفيدرالي السيطرة على المشكلات "إذا كان لا يريد أن يدخل التاريخ كوزير للفوضى المرورية، ويتعين عليه منع الفوضى في المطارات الألمانية خلال موسم العطلات".

وكان رئيس "لوفتهانزا" كارستن شبور قال، أمس الثلاثاء، إنه "على المدى القصير بالكاد يمكن تحسين الوضع"، ومتوقعا استمرار فوضى الطيران في ألمانيا حتى فصل الشتاء المقبل، ومعتذرا عن الشركة بسبب مشاكل الحركة الجوية.

وأبرز رئيس أكبر مجموعة طيران في أوروبا في رسالة وجهها للركاب أن الاضطرابات تعود إلى النقص في عدد الموظفين، كما قطع الغيار و"المجال الجوي المقيد"، وأن العودة للالتزام بالمواعيد والموثوقية المطلوبة "تتطلب وقتا".

إلى ذلك، اعترف في رسالة أخرى إلى القوى العاملة أن "مجلس الإدارة بالغ في الادخار في مرحلة معينة"، مشيرا إلى أن الشركة تعرضت لضغوط وخسائر فاقت 10 مليارات يورو بفعل أزمة كورونا.

المساهمون