أظهرت بيانات رسمية، اليوم الخميس، نمو اقتصاد بريطانيا بوتيرة أسرع من المتوقع بلغت 1% في يونيو/ حزيران، بعد أن استأنفت المطاعم تقديم الخدمات في الأماكن المغلقة في منتصف مايو/ أيار وزادت الزيارات لعيادات الأطباء عقب جائحة كورونا مما أنعش قطاع الرعاية الصحية.
والناتج المحلي الإجمالي في الثلاثة أشهر المنتهية في نهاية يونيو، أعلى 22.2% مقارنة مع نفس الفترة من 2020.
وقال صامويل تومبس الخبير الاقتصادي لدى "بانثيون ماكروايكونوميكس"، إنّ اقتصاد بريطانيا كان بالتأكيد الأكثر تضرراً من كوفيد-19 بين مجموعة الدول السبع الكبرى للربع الخامس على التوالي، في الفترة بين إبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران.
وأضاف: "يرجع استمرار الأداء المتراجع للمملكة المتحدة إلى ضعف إنفاق الأسر، الذي انخفض في الربع الثاني 7% عن مستواه في الربع الأخير من 2019، على الرغم من ارتفاعه 7.3 % على أساس ربع سنوي. في المقابل، زاد الإنفاق الحكومي الحقيقي 8% عن مستواه في الربع الأخير من 2019، لأسباب على رأسها الإنفاق المرتبط بكوفيد".
ونما قطاع الخدمات الضخم 1.5% في يونيو مقارنة مع مايو، فيما ساهمت الأنشطة الصحية بأكبر قدر من النمو إذ زادت الزيارات إلى أطباء الممارسة العامة في يونيو بينما قفز قطاع الأغذية والمشروبات بأكثر من 10%.
وانكمش الإنتاج الصناعي 0.7% إذ تأثر القطاع سلباً جراء أعمال صيانة في حقول نفطية وتقلب في قطاع صناعة الأدوية المتذبذب، لكن الصناعات التحويلية نمت 0.2%. وانخفض إنتاج قطاع التشييد 1.3%.
GDP grew by 1.0% in June 2021 and is now 2.2% below its pre-pandemic peak:
— Office for National Statistics (ONS) (@ONS) August 12, 2021
-services grew 1.5% (2.1% below February 2020)
-manufacturing grew 0.2% (2.3% below February 2020)
-construction fell 1.3% (0.3% below February 2020)
➡️ https://t.co/0mlHvgiskA pic.twitter.com/V2sb9zen8t
ومقارنة مع الربع الأول من العام الجاري، حين كان معظم اقتصاد بريطانيا يقبع في ظل ثالث إجراءات عزل عام، قال مكتب الإحصاءات إنّ الاقتصاد ارتفع 4.8%.
لكن الانتعاش يواجه تحديات في وقت يتوقع بأن تنقضي مدة برنامج حماية الوظائف في سبتمبر/ أيلول وسط عقبات تواجه سلاسل الإمداد العالمية.
وقال وزير المال ريشي سوناك، في بيان منفصل، إنّ "أرقام اليوم تكشف أن اقتصادنا يظهر مؤشرات قوية على التعافي". وتراقب الأسواق عن كثب بيانات النمو والتضخم في وقت ترفع الدول تدابير الإغلاق بعد إطلاق اللقاحات.
ويحذّر محللون من أنّ الارتفاع القوي للأسعار قد يجبر المصارف المركزية على رفع معدلات الفائدة قبل المتوقع، ما يعرقل التعافي. لكن خف الضغط الأربعاء بعدما كشفت بيانات رسمية بأنّ التضخم في الولايات المتحدة تراجع بعض الشيء.
ويحذر المحللون من أن التوقعات قد لا تكون بهذه السلاسة إذ تنهي الحكومة الشهر المقبل خطتها التي تشارك من خلالها في دفع جزء من رواتب الموظفين والتي سمحت بإبقاء ملايين البريطانيين في وظائفهم خلال فترة الوباء.
وحذّرت أكبر مجموعة ضغط في قطاع المال والأعمال في بريطانيا "اتحاد الصناعة البريطانية" (سي بي آي) من أنّ الطريق لا يزال صعباً نحو التعافي.
وقال خبير الاقتصاد لدى "سي بي آي" ألبيش باليجا "عاد النمو في الربع الثاني مع رفع القيود المفروضة على النشاط (الاقتصادي) تدريجيا، ما يؤكد أن التعامل مع الوباء يترافق مع دعم النمو الاقتصادي".
ولكنه تحدث عن "تحديات يواجهها التعافي"، مشيراً إلى "أنه خيّمت عوائق عدة في طريق الإمدادات على الأرجح على النمو خلال الصيف: نقص في المواد الخام وأشباه الموصلات واستمرار تعطّل سلاسل الإمداد العالمية والنقص في الموظفين".
ويأتي تعافي بريطانيا على وقع برنامجها السريع للتطعيم الذي تلقى على أثره نحو 89% من البالغين جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات، بينما بات ثلثا السكان محصّنين بالكامل.
وأعلنت الحكومة البريطانية، الأربعاء، بأنها ستوفر لقاحات مضادة لكوفيد للفئة العمرية 16 إلى 17 عاماً، لكنها لن تلقّح المراهقين الأصحاء كما فعلت دول غربية عدة.
ويأتي ذلك في ظل القلق حيال المتحورة دلتا شديدة العدوى التي أجبرت بعض البلدان على إعادة فرض تدابير الإغلاق.
(فرانس برس، العربي الجديد)