لم تقتصر التساقطات المطرية الأخيرة على المناطق المعروفة بإنتاج الحبوب والخضر والفواكه بكثافة في المغرب، بل شملت الأمطار والثلوج المناطق التي عانت في العام الماضي من نقص حاد في المياه. ورغم عزل الثلوج لبعض المناطق الجبلية وتدخل السلطات من أجل شق الطرق وإسعاف بعض القرى، إلا أن السكان هناك يبدون فرحا كبيرا بتلك التساقطات.
ويؤكد أحمد عدي، المزارع بالأطلس الكبير، أن الثلوج التي وصل علوها في بعض المناطق إلى أكثر من متر ونصف المتر، تطمئن السكان حول مخزون المياه الذي سيوجه للشرب والسقي. ويضيف لـ "العربي الجديد" أن تأخر التساقطات الثلجية في المناطق الجبلية أشاع نوعا من الخوف لدى المواطنين، بعد تراجع منسوب المياه في الأنهار، وإثر موسم جاف كان له تأثير كبير على القطاع الزراعي.
وأكد أن الثلوج التي استقرت في قمم الجبال في الفترة الحالية، ستتحول إلى مياه تغذي الأنهار في الربيع والصيف، حيث سيسعف ذلك الأشجار ويوفر الكلأ الطبيعي للمزارعين الصغار. وعلى غير العادة جاءت التساقطات الثلجية كثيفة في مدينة مثل ورزازات، حيث أعاقت حركة السير وعزلت بعض الطرق، إلا أنها تنبئ بتجاوز الجفاف الذي سجل على مستوى المياه في السنوات الماضية.
وأنعشت الأمطار الأخيرة منطقة درعة تافيلات، وهو ما يتجلى على مستوى السدود، خاصة تلك التي يراهن عليها منتجو الثمور، التي منعت عنها مياه السقي في العام الماضي، بعد توجيهها بفعل الجفاف إلى تأمين مياه الشرب.
وتسبب الجفاف في العام الماضي في خفض إنتاج التمور بحوالي 45 ألف طن، أي 30 في المائة، وهو ما يمكن تجاوزه عبر مياه السدود التي تتيحها التساقطات الأخيرة التي شهدتها المملكة. وتشير بيانات وزارة التجهيز والماء، إلى أن مخزون المياه في السدود انتقل من 5.13 مليارات متر مكعب في بداية شهر فبراير/ شباط الجاري إلى 5,37 مليارات متر مكعب في نهاية الشهر ذاته، بعدما كان في حدود 5.28 مليارات متر مكعب في الفترة نفسها من العام الماضي.
وتعاني الزراعة التي يعول الفاعلون فيها على التساقطات المطرية، من ندرة المياه، علما أن الزراعة المعتمدة على الأمطار تمثل حوالي 80 في المائة من المساحة المزروعة. ولفت المزارع عبد الله البشعيري إلى أن التساقطات الأخيرة من شأنها أن تساهم في دعم المياه الجوفية، ما من شأنه أن يغذي الآبار التي تراجع منسوب المياه فيها بفعل الجفاف والإفراط في استغلالها في السنوات الماضية.