استمع إلى الملخص
- الشركات المتأثرة حاولت استعادة ثقة المستهلكين بإصدار بيانات تعاطف وتبرعات للإغاثة في غزة، لكن التأثير ظل ملحوظًا خصوصًا في دول مثل مصر والأردن.
- استمرار التحديات أمام هذه الشركات في استعادة مبيعاتها وثقة المستهلكين، مع إغلاق مؤقت لأكثر من 100 منفذ لكنتاكي في ماليزيا وتأثر مبيعات المشروبات الغازية في باكستان.
تراجعت أرباح شركات الوجبات السريعة الأميركية في المنطقة العربية وبعض مناطق آسيا، بسبب دعوات المقاطعة التي استهدفت عدداً من العلامات المشهورة، مثل ماكدونالدز وستاربكس وكنتاكي، وشركات المشروبات الغازية، مثل بيبسي كولا وكوكا كولا، منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقالت وكالة بلومبيرغ الأميركية في تقرير لها، الجمعة، إن كثيراً من شعوب هذه المناطق قامت بتغيير عاداتها الاستهلاكية استجابة لدعوات المقاطعة، ما أدى إلى انخفاض الطلب على الوجبات السريعة من العلامات الأميركية الشهيرة، خاصة بعد مزاعم عن دعمها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأصبحت ماكدونالدز، وفقاً للوكالة، هدفًا للمقاطعة بعد أن أظهرت الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي فروعها في إسرائيل وهي تقدم وجبات الطعام للجنود الإسرائيليين بعد 7 أكتوبر، وهو ما دفع صاحب امتياز ماكدونالدز في السعودية إلى إصدار بيانات أعرب فيها عن تعاطفه مع الفلسطينيين وتبرع بمبلغ مليوني ريال سعودي (533,248 دولارًا) لجهود الإغاثة في غزة. وحذا حذوه أصحاب الامتياز في بلدان أخرى ذات عدد كبير من السكان المسلمين، حيث أصدرت العديد من الشركات بيانات عامة لتأكيد حيادها السياسي.
من جانبه، قال براندون جوثري، المؤسس المشارك في شاترانج كابيتال بارتنرز: "لقد تأثر الجميع، وهذا شيء لم يدركه الكثير من الناس، وليس فقط العلامات التجارية الغربية، لقد تأثر الجميع بالحرب بعد 7 أكتوبر". وأضاف جوثري أن التأثير على ماكدونالدز وستاربكس كان أعلى بكثير، خاصة في مصر والأردن والمغرب. في حين أن شركة ماكدونالدز لم تكشف عن تكلفة هذه المقاطعات للشركة خلال الربع الرابع، إلا أن رئيسها التنفيذي كريس كيمبكزينسكي قال في مكالمة هاتفية، في فبراير/شباط الماضي، إن "التأثير الأكثر وضوحًا للمقاطعة كان في الشرق الأوسط، وفي الدول ذات الغالبية المسلمة مثل إندونيسيا وماليزيا". وفي الجزائر، أُغلق أول متجر لكنتاكي مؤقتاً في إبريل/نيسان الماضي، وسط رفض شعبي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
كما اضطر أكثر من 100 منفذ لمطاعم الوجبات السريعة كنتاكي "KFC" في ماليزيا إلى الإغلاق مؤقتًا. وناشد صاحب امتياز كنتاكي في المنطقة المستهلكين عدم مقاطعة المحال مؤكداً أن 85% من قوته العاملة البالغة 18 ألفاً هم من المسلمين. أما في باكستان فقد أشيع بين المستهلكين أن العلامات التجارية للمشروبات الغازية الأميركية هي إسرائيلية ومن ثم تعرضت للمقاطعة، وقالت الشركة المصنعة لعلب مشروبات بيبسي كولا وكوكا كولا إن مبيعاتها انخفضت 11% في الربع الأول من العام 2024.
وفي أوروبا التي يصعب التأكد من تأثير دعوات المقاطعة فيها، قال وكيل كنتاكي وبيتزا هت وبرجر كينغ في بولندا، في تقرير للربع الأول من 2024، إن الأحداث في الشرق الأوسط يمكن أن "تؤثر على ثقة المستهلكين، وتغير ميولهم للاستهلاك والطريقة التي يستهلكون بها"، على الرغم من أنها لم تصل إلى حد تحديد مدى تأثير عدم اليقين هذا على الأداء حتى الآن. ففي فرنسا، قال وكيل لماكدونالدز إن "انخفاض المبيعات "يعتمد إلى حد كبير على مكان وجود المطعم وما إذا كان في منطقة إسلامية". وقال جوثري إنه في حين "يسير الجميع على خط اتجاه التعافي، فإن ماكدونالدز وستاربكس قد يستغرقان حتى نهاية العام للتعافي لأن الانتكاسة كانت أكبر بالنسبة لهما".