استمع إلى الملخص
- **تأثير المقاطعة على المبيعات والاقتصاد**: تراجعت مبيعات ماكدونالدز العالمية في الربع الثاني من 2024 لأول مرة منذ ثلاث سنوات بسبب حملات المقاطعة وارتفاع الأسعار، مما أثر على الاقتصاد العالمي.
- **توسع المقاطعة وردود فعل الشركات**: تصاعدت حملات المقاطعة في الجمهوريات السوفييتية السابقة ودول جنوب شرق آسيا، مما دفع شركات مثل أديداس وكنتاكي لتعديل سياساتها استجابة لضغوط المقاطعة.
لا تزال حملات مقاطعة السلع إسرائيلية الصنع ومنتجات الدول الداعمة للاحتلال في حربه الإجرامية على غزة تكسب أرضاً جديدة، ولا يزال في جعبة نشطاء المقاطعة الكثير من اللكمات التي يوجهونها للشركات العالمية الداعمة لجيش واقتصاد دولة الاحتلال. ولا تزال أسماء مثل ماكدونالدز وستاربكس وكنتاكي وكارفور وشركات المشروبات الغازية وغيرها من العلامات التجارية الشهيرة في فوهة مدفع المقاطعة الساخن، تتلقى الضربة تلو الأخرى، وتعاني من آثار حركات المقاطعة النشطة في العديد من دول العالم.
ولا تزال رقعة المقاطعة تتسع يوماً بعد يوم، وهو ما نلمسه في قيام العديد من العلامات التجارية بإغلاق عدد من فروعها، كما حدث في دول عربية وآسيوية عدة، منها ماليزيا وبنغلادش وباكستان وإندونيسيا. وما إن يخفت الحديث الإعلامي عن سير أنشطة مقاطعة الشركات الداعمة لجيش الاحتلال حتى يعود لينتعش من جديد. وفي نفس الوقت لا يزال المستهلك العربي يتطلع إلى بدائل لمنتجات المقاطعة وزيادة عدد السلع المنتجة محلياً وتحسين الجودة، مع تعديل عادات ونمط الاستهلاك.
وبعد أن كانت مساحة المقاطعة تقتصر على الدول العربية أو الدول ذات الأغلبية المسلمة، باتت الرقعة تتسع، ولم تؤتِ الاتهامات والمزاعم الموجهة من اللوبي الصهيوني ضد حملات المقاطعة ورموزها بمعاداة السامية والدعوة إلى العنف، ثمارها، بل العكس هو ما جرى، إذ ثبت للجميع أن إسرائيل هي دولة الإرهاب الأولى في العالم.
أحدث مثال على تأثيرات المقاطعة المتلاحقة هو تراجع مبيعات شركة ماكدونالدز العالمية خلال الربع الثاني من العام الجاري 2024، للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، أي منذ عام 2020، وتأثر مبيعات سلسلة المطاعم الشهيرة في الشرق الأوسط ومناطق أخرى في العالم، بسبب حملات المقاطعة التي تستهدف السلسلة الشهيرة، على خلفية توزيعها وجبات مجانية على جيش الاحتلال ودعمها للاقتصاد الإسرائيلي.
زاد من حدة التراجع تقليص عملاء شركة الوجبات السريعة في جميع أنحاء العالم مبيعاتهم من وجبات ماكدونالد، ومنها بيغ ماك، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وتآكل ميزانيات ومدخرات الأسر مع طول فترة التضخم، وتنامي التحذيرات العالمية من مخاطر الأطعمة السريعة المشبعة بالدهون. وباءت حملات العروض السعرية المغرية من قبل تلك الشركات بالفشل أمام الإصرار على المقاطعة.
وفي الجمهوريات السوفييتية السابقة ذات الأغلبية المسلمة والواقعة في وسط آسيا تصاعدت حملات مقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل في دول مثل طاجيكستان وأذربيجان وأوزبكستان، كما تواصلت في العديد من دول جنوب شرق آسيا، حيث تقود أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني حملات واسعة لحث المواطن على مقاطعة سلع وبضائع الشركات المؤيدة لدولة الاحتلال، بما فيها المشروبات الغازية التي باتت مكدسة في المخازن والمتاجر.
جديد المقاطعة أيضاً ما تواجهه شركة الملابس الرياضية الألمانية الشهيرة أديداس، حيث ردود فعل ودعوات مقاطعة متزايدة في أعقاب استبعادها عارضة الأزياء الأميركية من أصل فلسطيني بيلا حديد من حملتها الإعلانية، استجابة لضغوط جماعات ومؤسسات داعمة لدولة الاحتلال.
وفي كندا تواجه شركة كنتاكي مقاطعة، خاصة من قبل الجالية المسلمة، وهو ما دفعها إلى الإعلان عن البدء بتقديم الدجاج المحضر وفقاً للشريعة الإسلامية في بعض المناطق، وذلك في محاولة للتخفيف من مخاطر مقاطعة المسلمين لها بسبب الحرب على غزة كما يقول موقع "ميدل إيست آي".
المقاطعة لا تزال مؤثرة، ولذا يجب أن نواصل ولا نمل، فجيش الاحتلال لا يزال يواصل أيضاً قتل الأطفال والنساء في غزة والضفة الغربية، ولا يزال يعيث في الأرض فساداً، بل ويهدد بتوسيع دائرة المعارك لتشمل لبنان.