كشفت وزارة الصناعة العراقية عن البدء بإعادة الحياة لثلاثة مصانع مدمرة في محافظة نينوى شمالي البلاد، تعرضت للتدمير إثر اجتياح تنظيم "داعش" للمحافظة صيف عام 2014، وما أعقبه من معارك لطرده منها عام 2016، وسط دعوات لخطوات جدية بترميم المصانع كخطوة أولية لتطوير هذا القطاع الحيوي.
وتضم المحافظة العشرات من المصانع الكبيرة، بعضها حكومية، وأخرى تابعة للقطاع الخاص، منها معامل أدوية نينوى، والغزل والنسيج والألبسة، والأسمدة، ومصانع السكر، وستة مصانع للإسمنت، وأخرى للمواد الغذائية والألبان، وغيرها.
وزير الصناعة العراقي، منهل الخباز، أكد أنه "تم الشروع بإعمار المصانع المدمرة في مدينة الموصل"، مبينا في تصريح له، أول من أمس، أن "الصناعة شرعت بإعادة إعمار ثلاثة من أبرز معامل مدينة الموصل، منها مصنع الأدوية والإسمنت والسكر، ضمن المرحلة الثانية للإعمار".
عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار، في البرلمان المنحل، نورا البجاري، التي انتقدت ضعف الخطط الحكومية بتطوير القطاع، أكدت لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الخطوة الأخيرة إيجابية، ولا سيما أن الموصل تحتوي على مئات المصانع الكبيرة والمهمة".
وقالت: "سبق أن قدمنا إلى وزارة الصناعة والحكومة طلبات بإعادة إعمار المصانع المهمة، والتي لها أثر كبير جداً في الواقع الاقتصادي للمحافظة وللبلاد بشكل عام".
وأشارت إلى أن "الخطوة ستكون حجر الأساس لإعادة إعمار الموصل إذا ما رصدت لها التخصيصات الكافية"، معتبرة أن "هذه المصانع ستعيد عجلة الصناعة في المحافظة، وأن كل هذه المعامل مهمة جداً وتحقق الاكتفاء الذاتي بعدد من المنتجات، فضلا عن التصدير".
وأكدت أن "المحافظة كانت تضم مصانع كبيرة تجهز الموصل والمحافظات الأخرى بالمواد الغذائية والنسيجية، وتحتاج اليوم لإعادة إعمار وتأهيل"، مشيرة إلى أن "هناك جهات سياسية، داخلية وإقليمية ومن دول الجوار، لا تريد أن تعود الحياة للمحافظة، لأن عودة الإعمار والمصانع ستجعل من المحافظة أكبر منتج في البلاد".
أما النائب السابق عن المحافظة، نوري العبد ربه، فقد أكد "أهمية العمل على إعادة الحياة للمصانع في المحافظة"، إلا أنه حذر خلال حديثه مع "العربي الجديد"، من "منح تلك المصانع لمستثمرين، إذ إن ذلك سيؤثر على مستوى أداء تلك المصانع، لأن المستثمرين يتحكمون بالمصانع وبموظفيها وفقا لما يرونه مناسبا"، وشدد على "ضرورة أن تتبنى الوزارة إعمار المصانع".
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، عماد الحمداني، إن "مصانع الموصل كان لها دور كبير في إنعاش اقتصاد المحافظة والبلاد بشكل عام، وأن هناك أعدادا كبيرة من الورش والمصانع المختلفة في المحافظة، والتي كانت تغطي حاجة المحافظة أولاً والمحافظات الأخرى". وأكد أنه "في الفترة الأخيرة استطاع عدد من أصحاب المصانع الصغيرة إعادة الحياة لمصانعهم بقدرات ذاتية، وغطوا جزءا كبيرا من حاجة المحافظة، خصوصاً في المواد الغذائية"، داعيا الحكومة إلى "وضع خطة استراتيجية وتخصيصات مالية لإعادة الحياة لمصانع المحافظة، كونها تسهم في إنعاش اقتصاد البلد".