بحسب دراسة أجراها بنك إسرائيل، فإن الضرر الذي لحق بالاستهلاك برز بين العائلات ذات الدخل المنخفض والمتوسط، والتي لديها نسبة عالية من الفوائد المتغيرة على الرهن العقاري، خصوصاً بعد بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. في البلدان التي تكون فيها معظم القروض العقارية بأسعار فائدة متغيرة، كما هو الحال في إسرائيل، هناك تأثير فوري وأقوى في الاستهلاك مقارنة بالبلدان التي تكون فيها معظم القروض العقارية بأسعار فائدة ثابتة.
وفي التفاصيل، أثرت الزيادة في تكلفة سداد الرهن العقاري الشهرية في الاستهلاك الخاص للأسر بنحو 1%، بحسب دراسة نشرها بنك إسرائيل اليوم الثلاثاء. وأدت الزيادة الحادة في أسعار الفائدة منذ عام 2022 إلى جعل أقساط الرهن العقاري الشهرية أكثر تكلفة بكثير للعديد من الأسر، في حين أنه وفقاً لتقديرات سوق الرهن العقاري بشكل عام، أصبحت الأقساط الشهرية أكثر تكلفة في المتوسط بحوالى 1000 شيكل في أقل من عام (الدولار 3.73 شواكل).
وقد وجدت الدراسة أن هناك علاقة واضحة بين التعرض للقروض العقارية ذات أسعار الفائدة المتغيرة والتغيرات في الاستهلاك في الأعوام 2022-2023. كلما ارتفع عنصر الفائدة المتغيرة في الرهن العقاري (العنصر الذي يتعرض للتغيرات في سعر الفائدة في بنك إسرائيل)، زاد الضرر على الاستهلاك.
تحليلات بنك إسرائيل للتفاوت الأسري
على سبيل المثال، عائلة تدفع فائدة متغيرة تبلغ 32% من إجمالي الرهن العقاري، ويبلغ متوسط إنفاقها الشهري على بطاقات الائتمان 16.3 ألف شيكل، خفضت استهلاكها من خلال بطاقات الائتمان بحوالى 235 شيكلاً أكثر في المتوسط، مقارنة بأسرة ليس لديها رهن عقاري مع سعر فائدة متغير. وتبين أن انخفاض الاستهلاك برز بين الأسر ذات الدخل المنخفض المتوسط، وكذلك بين الأسر التي يكون سداد الرهن العقاري فيها شهرياً من إجمالي الدخل مرتفعاً.
ومن ناحية أخرى، تمكنت الأسر ذات الدخل المرتفع من الاستمرار في الحفاظ على نطاق الاستهلاك ثابتاً نسبياً، على الرغم من الزيادة في أقساط الرهن العقاري.
وتظهر النتائج أيضاً أن تأثير زيادة سعر الفائدة في الاستهلاك يزداد حدة بمرور الوقت. وفي بداية فترة زيادة أسعار الفائدة التي بدأت في إبريل/ نيسان 2022، كان التأثير في الاستهلاك معتدلاً، لكن التأثير ازداد قوة مع استمرار الزيادات، ووصل إلى التأثير الكامل قرب نهاية عام 2023، عندما اندلعت الحرب أيضاً، وبالطبع كانت له تأثيرات في الاستهلاك في الاقتصاد.
بناءً على تحليل نتائج البحث، يمكن تقدير أنه في أعقاب الزيادة في أسعار الفائدة، وتأثيرها في القروض العقارية، أدى ذلك إلى انخفاض بنسبة 1% تقريباً في إجمالي الاستهلاك الخاص في إسرائيل. ويقدم هذا التقدير نظرة ثاقبة للحجم الكمي في تأثير تغيرات أسعار الفائدة في الاستهلاك من خلال قناة الرهن العقاري، يشير بنك إسرائيل.
في جزء من البحث، أُجري أيضاً فحص لما يحدث في بلدان أخرى. تظهر البيانات أنه في البلدان التي يكون فيها جزء كبير من القروض العقارية بأسعار فائدة متغيرة، كما هو الحال في إسرائيل، يكون تأثير الزيادة في أسعار الفائدة على الاستهلاك فورياً، وأقوى مقارنة بالبلدان التي تكون فيها الغالبية العظمى من القروض العقارية بأسعار فائدة ثابتة.