يتحكم ضباط النظام السوري بأسعار المواد التموينية والغذائية في مخيم الركبان، الذين يسمحون بعبور المواد أو يمنعونها بشكل كيفي، مع فرضهم إتاوات على الشاحنات، الأمر الذي يزيد الضغوطات على الأسر المعدَمة التي تقيم في المخيم.
وفرضت قوات النظام السوري بمساندة من القوات الروسية حصاراً مشدداً على النازحين في مخيم الركبان عند المثلث الحدودي بين الأردن وسورية والعراق في سبتمبر/ أيلول 2019، الأمر الذي فاقم معاناة نازحي المخيم وأدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والتموينية، مع عدم دخول أية قوافل مساعدات إنسانية للمخيم منذ أكثر من عام.
وقال محمود الهميلي مدير المكتب الإعلامي في هيئة الإدارة المدنية في مخيّم الركبان لـ"العربي الجديد"، إنه منذ أكثر من شهر كان سعر ربطة الخبز التي تحتوي على 10 أرغفة ذات الجودة المتدنية، يبلغ ألف ليرة سورية (0.3 دولار)، ومع انخفاض كميات الطحين واشتداد الحصار على المخيم، بلغ سعر الربطة 1500 ليرة سورية (0.46 دولار).
أما أسعار المواد الغذائية فهي في ارتفاع مستمر لسببين، الأول التشديد على وصول هذه المواد إلى المخيم من قبل قوات النظام إضافة لانخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار. فقد بلغ سعر عبوة زيت دوار الشمس بسعة 4 ليترات 9 دولارات، وكيس السكر بوزن 50 كيلوغراماً يبلغ سعره 31.4 دولاراً. أما الطحين الأبيض فبلغ سعر الكيس منه 26.5 دولاراً.
وحذّر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من مخاطر التمادي في إهمال أوضاع مخيم الركبان للنازحين السوريين، وما يمكن أن يترتب على نقص الإمدادات الغذائية وانعدام الرعاية الصحية فيه، خاصّة في ظل الخطر المرافق لجائحة فيروس كورونا.
وقال الناشط عمر الحمصي لـ"العربي الجديد"، إن الأزمة بدأت منذ أكثر من شهر، وفي البداية قطعت قوات النظام الطحين بشكل نهائي عن المخيم، حتى أن المخابرات صادرت شاحنة طحين وغرمت صاحبها. وبعد فترة دخل الطحين بشكل تدريجي، لكن الأسعار ارتفعت بشكل كبير. ويعمل في المخيم فرن واحد، فيما الثاني متوقف عن العمل منذ 8 أشهر.
ولفت إلى أنه في الفترة التي انقطع فيها الخبز لجأ الأهالي إلى الأرز والبرغل للتعويض. وأرسلت الأمم المتحدة آخر قافلة مساعدات إنسانية لنازحي المخيم في سبتمبر/ أيلول 2019، وأشارت حينها إلى أنها تدعم المغادرة الطوعية للنازحين الذين يجبرون على مغادرة مناطق سيطرة النظام، كونه لا بدائل أخرى أمامهم.