يبدو أن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يريد إعطاء أولوية للهند، التي يزورها حاليا لأول مرة منذ 10 سنوات، من الناحية الاقتصادية على الصين، والهدف خلق المزيد من الاستثمارات وتحقيق تقدم في اتفاقية التجارة الحرة معها، لا سيما أن الهند تجتذب حاليا المزيد من الاهتمام، وتكتسب بشكل مطرد أهمية بالنسبة للاقتصاد الألماني، في وقت تفقد بكين تدريجيا بريقها كسوق للسلع الألمانية.
وفي هذا السياق، بينت تقاريراقتصادية، بينها ما نشرته شبكة "إن تي في" مساء الجمعة، أن ألمانيا تتجه لتصبح أقل اعتمادا على الصين بعد أن قدمت الحكومة قبل أيام أول استراتيجية شاملة للتعامل مع للصين، والأمل لدى الشركات أن يجرى التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع الهند، خامس أقوى قوة اقتصادية، مع الاتحاد الاوروبي، من أجل تسهيل التجارة معها، حيث تتوفر فيها فرص كبيرة.
تتفاوض الهند أيضا على اتفاقيات تجارة مع كندا واستراليا، حتى إن الولايات المتحدة تريد تعزيز علاقاتها مع نيودلهي، لا سيما أنها تعتمد بشكل متزايد على الطاقة المتجددة وتريد أن تكون محايدة مناخيا عام 2070.
وتنشط حوالي 2000 شركة ألمانية في الهند، وبالنسبة للشركات الألمانية تعد الهند سوقا كبيرة لمبيعات الآلات والإلكترونيات والسيارات والمنتجات الاستهلاكية. وتماشيا مع ما تقدم، بينت التعليقات في الصحف الألمانية أن السوق الهندية جذابة للاقتصاد الألماني في العديد من المجالات، ولدى ممثلي الشركات الألمانية القناعة بالتزام الحكومة الهندية بالابتعاد عن الوقود الأحفوري على المدى الطويل، كما أن التنمية الاقتصادية السريعة تكتسب أهمية خاصة هناك، في وقت تستثمر الحكومة هناك المليارات في توسيع البنية التحتية مثل المطارات والطرق والشبكات الرقمية.
وفق شبكة "إيه آر دي"، تلقت مجموعة سيمنز الألمانية طلبا قياسيا من شركة السكك الحديدية الهندية لشراء 1200 قاطرة كهربائية، وهذا أكبر طلب منفرد في تاريخها.
ومع إفصاح الوزيرهابيك خلال زيارته عن أن المصالح لا تتحقق بشكل تلقائي بالتفصيل، ومشددا على أهمية خلق الفرص والحاجات، أبدى وفد من رجال الإعمال المرافق إعجابه بالدينامكيات والزخم الموجود، ولكن مع الحذر من التوقعات المبالغ فيها، وأشاروا إلى المشاكل الهيكلية والتحديات هناك مثل البيروقراطية والفساد.
في المقابل، وبحسب خبراء، فإن هناك أسباب تدعو إلى التفاؤل على نطاق واسع على اعتبار أن الهند الدولة الأكثراكتظاظا بالسكان في العالم وسوق ضخمة تنمو بقوة. بالإضافة إلى ذلك، تريد ألمانيا أن تجعل نفسها أكثر استقلالية عن الصين، ونيودلهي يمكن أن تكون شريكا رئيسيا، في وقت تجد الأخيرة في الصين تحديا استراتيجيا. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تحل الهند محل ألمانيا كرابع اقتصاد في العالم في 2025/ 2026.