انتقادات حادة للبنك الفيدرالي الأميركي لتأخره في خفض الفائدة

11 اغسطس 2024
جيروم باول رئيس الفيدرالي الأميركي - واشنطن 10 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **انتقادات للفيدرالي الأميركي**: اقتصاديون ومستثمرون، مثل إيلون ماسك وبيل أكمان، ينتقدون تأخر بنك الاحتياط الفيدرالي في خفض الفائدة، معتبرين ذلك سبباً رئيسياً لتراجع أسواق الأسهم.
- **مواقف متباينة**: الفيدرالي يتمسك بعدم خفض الفائدة قبل اجتماعه في 18 سبتمبر، بينما يرى محمد العريان أن خفض الفائدة الطارئ سيكون خطأً سياسياً، وأكد جيريمي سيغال على ضرورة خفض الفائدة إلى 4%.
- **تأثيرات اقتصادية**: تأخر خفض الفائدة أدى إلى تراجع أسعار الأسهم وإلغاء بيل أكمان عملية طرح أسهم شركته، مما يعكس القلق الكبير في الأسواق المالية.

مع اجتياح الاضطرابات أسواق الأسهم العالمية مطلع الأسبوع الماضي، وتزايد المخاوف من توجه الاقتصاد الأميركي للدخول في ركود، سارع اقتصاديون ومستثمرون بانتقاد بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي لتأخره في خفض الفائدة، معتبرين هذ التأخر سبباً رئيسياً لتراجع أسواق الأسهم، ومطالبين البنك، في بعض الأحيان، بعقد اجتماع لإجراء خفض طارئ للفائدة، قبل أن تتوقف الأسواق عن العمل بصورة سليمة.

ومع تمسك الفيدرالي الأميركي بموقفه، وتجاهله كل نداءات خفض أسعار الفائدة قبل اجتماعه في 18 سبتمبر/أيلول، وفي غياب للبيانات الاقتصادية التي يمكنها القطع بدخول الاقتصاد الأميركي في ركود، صب اقتصاديون غضبهم على جيروم باول رئيس البنك، بينما تراجع آخرون، في انتظار ما تسفر عنه الأيام والأسابيع القادمة من تطورات.

الفيدرالي الأميركي لا يلتفت للانتقادات

وعشية انهيار الأسواق يوم الاثنين، قال الملياردير إيلون ماسك إن البنك الفيدرالي الأميركي يحتاج إلى خفض أسعار الفائدة وإنه "من الحماقة ألا يفعل ذلك". وجاء تعليق ماسك، رداً على منشور على موقع التواصل الاجتماعي X، بعد سلسلة من البيانات الضعيفة التي أثارت مخاوف من أن مجلس الاحتياط الفيدرالي ربما يكون قد ترك أسعار الفائدة مرتفعة أكثر مما ينبغي، مما أدى إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد.

وانتقد المستثمر الملياردير بيل أكمان تأخر الفيدرالي الأميركي في خفض الفائدة، وقال في تغريدة على موقع إكس بعد التراجعات الكبيرة في أسعار الأسهم بمختلف البورصات، إن البنك "تأخر كثيراً في رفع الفائدة، وها هو الآن يتأخر في خفضها"، في إشارة إلى توقيت رفع الفائدة عند بداية ارتفاع التضخم، والتأخر في خفضها الآن بينما تظهر علامات الركود. وألغى أكمان عملية الطرح الأولى لأسهم شركته قبل أيام قليلة من إعلان الفيدرالي الأميركي تثبيت أسعار الفائدة يوم الأربعاء الماضي، وهي العملية التي كان يتوقع لها أن تجمع للملياردير الأميركي المعروف بتأييده الكبير لدولة الاحتلال، نحو 25 مليار دولار، انخفضت إلى مليارين فقط قبل إلغاء الطرح بيومين.

وفي اليوم التالي لانهيار الأسواق، كتب الاقتصادي المصري الأميركي الشهير، ورئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج العريقة، محمد العريان، مقالاً على موقع بلومبيرغ، أكد فيه أنه، رغم مطالبته الفيدرالي الأميركي بخفض الفائدة في اجتماع يوليو/تموز الماضي، واعتباره عدم الخفض "خطاً كبيراً"، إلا أنه يرى أن أي خفض طارئ، قبل اجتماع سبتمبر القادم، سيمثل خطأً سياسياً، وسيكون بمثابة مبالغة في رد الفعل على اضطرابات الأسواق. وشبه العريان الأمر بمن يريد "الذهاب إلى العناية المركزة بسبب تعرضه لكحة".

بدوره، تراجع أستاذ التمويل في جامعة وارتون جيريمي سيغال عن مطالبته، يوم الاثنين الماضي، البنك الفيدرالي بخفض الفائدة خمساً وسبعين نقطة أساس في اجتماع طارئ في أقرب وقت، وخفضها مرة أخرى بنفس القدر في اجتماع الثامن عشر من سبتمبر، بعد تعرضه لسخرية العديد من المحللين والاقتصاديين، على مدار الأسبوع الماضي. وكان سيغال قد أشار إلى تأخر البنك في خفض الفائدة كما تأخر في رفعها، واصفاً تأخر رفع الفائدة مع بداية ارتفاع معدل التضخم في الاقتصاد الأكبر في العالم في 2021 بـ"الخطأ الأكبر في السياسة النقدية في أميركا في نصف القرن الأخير".

وأكد سيغال، الذي يعد من أهم محللي أسواق الأسهم والسندات في السوق الأميركية، أنه لا يرى الآن ضرورة لخفض طارئ، ولكنه طالب الفيدرالي الأميركي "بالنزول بسعر الفائدة الأساسي إلى 4% في أسرع وقت ممكن". واستقر سعر الفائدة المشار إليه عند نطاق 5.25% - 5.50%، بعد تثبيته من قبل البنك المركزي الأكبر في العالم الأسبوع الماضي في الاجتماع الثامن على التوالي.

المساهمون