أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، اليوم السبت، عن التوقف التام للمنظومة الكهربائية في البلاد، بعد تعرض محطة توليدية الى حريق، واستهداف لأبراج نقل الطاقة، مؤكدة فتح تحقيق في ذلك.
ويعد توفير الطاقة الكهربائية في فصل الصيف في العراق من أكبر الأزمات التي تواجهها الحكومة، حيث تتعرض أبراج نقل الطاقة الى أعمال تخريبية، كما تعمد إيران سنوياً إلى قطع إمدادات الغاز الذي يستخدم لتشغيل المحطات، وسط تخوف حكومي من تأجيج الشارع بسبب انخفاض ساعات تجهيز الطاقة.
ووفقاً لبيان وزارة الكهرباء، فإن "المنظومة الكهربائية تعرضت اليوم السبت لانطفاء تام، بسبب حصول حادث حريق في محطة البكر التحويلية الثانوية بمحافظة البصرة، أدى إلى انفصال الخطوط الناقلة كارتباطات المنطقة الجنوبية بالمنطقة الوسطى، وبالتالي صعود ترددات المنظومة وانفصال الوحدات التوليدية في محطات الإنتاج".
وأضافت أن "العمل جار وبشكل سريع من مركز السيطرة الوطني والتنسيق مع مراكز السيطرة في المحافظات على إعادة الوحدات التوليدية المنفصلة والخطوط الناقلة تباعاً، وسيعاود وضع المنظومة بشكل طبيعي خلال الساعات المقبلة".
في الأثناء، أكدت الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية الشمالية، في بيان، أنه "مع ارتفاع درجات الحرارة وذروة فصل الصيف، تعرض الخط الناقل صلاح الدين الحرارية- حديثة جهد 400 ك.ف إلى عمل تخريبي بتفجير عدة عبوات ناسفة على عدد من الأبراج، ما أدى إلى سقوط ثلاثة منها وتضرر وتقطع في الأسلاك على الخط تحديدا في منطقة القناطر ضمن حدود محافظة صلاح الدين، مع العلم أن مكان العارض يقع في كثبان رملية وخارج خط الصد وغير محمية من القوات الأمنية".
وأكدت أنه "على الرغم من معوقات العمل وصعوبة دخول الآليات، سارعت الملاكات الهندسية والفنية إلى تشكيل واستنفار فرق عمل مشتركة لإعادة تأهيل وصيانة الأبراج المتضررة وإعادة الخط للخدمة في القريب العاجل".
من جهته، أوعز وزير الكهرباء زياد علي فاضل بتشكيل لجنة تحقيقية عاجلة لبيان أسباب الحريق الذي حصل في محطة البكر التحويلية الثانوية، وقالت الوزارة، في بيان لاحق، إن "الوزير وجه ببيان أسباب الحريق الذي حصل في المحطة، والذي تسبب في الانطفاء التام للمنظومة".
وأضافت أن "الوزير وجه بتشكيل لجنة تحقيقية أخرى تتولى التحقيق في الاستهدافات التخريبية التي طاولت أبراج وخطوط نقل الطاقة (صلاح الدين الحرارية - حديثة) جهد 400 ك. ف بمنطقة القناطر في محافظة صلاح الدين".
وسبق أن أعلنت حكومة السوداني أن مشكلة الكهرباء ضمن أولويات برنامجها، لكنها تواجه فعلياً عقبات عدة لاستئصالها من جذورها، وحتى على صعيد إنتاج الكهرباء محلياً باستخدام الموارد الأولية التي يملكها العراق، من دون الاعتماد على مصادر إنتاج من الخارج.
وطلب العراق أخيرا السماح له بسداد تكلفة الكهرباء الإيرانية من خلال إيداعات في حسابات مقيدة ببنوك غير عراقية، وهو ما وافقت عليه الولايات المتحدة الأميركية، ولكن بصورة مؤقتة.
وخلال العامين الماضيين، دخلت بغداد وطهران مفاوضات عدة بشأن الأزمة، من بينها اعتماد الدينار العراقي في الدفع، أو تسديد بغداد المبالغ من خلال عملة دولة أخرى تجرى الموافقة عليها من قبل الدولة ذاتها، وكذلك مسألة تسديد العراق بعض ديون إيران الخارجية، لكن لم يجر التوصل إلى أي اتفاق حيال الملف.