قالت تقارير في إسلام أباد، اليوم الإثنين، إن باكستان ستضع خطة إطار عمل شاملة للتعافي من كارثة الفيضانات وإعادة الإعمار، أمام شركاء التنمية والدول الصديقة، في المؤتمر الدولي الذي بدأ أعماله في جنيف اليوم، ويستمر حتى يوم غدٍ الثلاثاء.
وتعاني باكستان من أزمة مالية وليست لديها احتياطات من النقد الأجنبي تكفي لأكثر من شهر، بينما لم يصرف صندوق النقد الدولي مبلغ 1.1 مليار دولار من قرضه الذي وافق عليه لإنقاذ باكستان.
وسيشارك في المؤتمر رئيس الوزراء شهباز شريف، الذي وصل إلى جنيف مساء الأحد مع وفد كبير لاستضافة المؤتمر إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وحسب صحيفة "ذا نيوز إنترناشونال" الباكستانية التي تصدر بالإنكليزية في إسلام أباد، قال رئيس الوزراء شهباز شريف في بيان قبل مغادرته إلى جنيف: "إن سد فجوة التمويل أمر أساسي لاستعادة البنية التحتية الحيوية، وإعادة بناء الدمار، وتحسين سبل العيش، وإنعاش الاقتصاد". وأضاف أن ملايين الباكستانيين المتضررين من الدمار غير المسبوق بسبب الفيضانات يترقبون نتائج هذا المؤتمر لإعادة البناء بشكل أفضل. وحسب تقرير الصحيفة، فإن باكستان ترغب في الحصول على تعهدات مالية تفوق 16 مليار دولار لمعالجة دمار الفيضانات.
وفي تغريدة على "تويتر"، قال شهباز شريف إنه سينتهز الفرصة في مؤتمر جنيف لعرض قضية ضحايا الفيضانات أمام العالم. مضيفاً: "سألقي الضوء أيضًا على خطوات حكومتي التي اتخذتها لإغاثة المتضررين وإعادة التأهيل".
وأدت الأمطار الموسمية وذوبان الأنهار الجليدية في سبتمبر/أيلول الماضي إلى نزوح نحو ثمانية ملايين شخص، ومقتل ما لا يقل عن 1700 شخص في كارثة ألقي باللوم فيها على تغير المناخ.
وحسب تقرير "ذا نيوز إنترناشونال"؛ تقدر كلف إعادة الإعمار بحوالي 16.3 مليار دولار، والتي ستشمل إعادة بناء ملايين المنازل وآلاف الكيلومترات من الطرق والسكك الحديدية. وسيقدم رئيس الوزراء شهباز شريف إطار التعافي في المؤتمر الذي سيلقي فيه أيضا كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكان غوتيريس، الذي زار باكستان في سبتمبر/أيلول، قد وصف الدمار في البلاد بأنه "مذبحة مناخية".
وقال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في باكستان، كنوت أوستبي: "هذه لحظة محورية للمجتمع الدولي للوقوف إلى جانب باكستان والالتزام بتعافٍ مرن وشامل من هذه الفيضانات المدمرة".
ويضم الوفد المرافق لشريف كلاً من وزير الخارجية بيلاوال بوتو زرداري، ووزير المالية إسحاق دار، ووزيرة التغير المناخي شيري رحمان، ووزيرة الإعلام والإذاعة ماريوم أورنجزيب.
وكان متحدث باسم صندوق النقد الدولي، قد قال الأحد، إن وفدًا من الصندوق سيلتقي بوزير المالية الباكستاني على هامش المؤتمر في جنيف في الوقت الذي تكافح فيه باكستان لاستئناف برنامج الإنقاذ. ولم يوافق الصندوق بعد على الإفراج عن 1.1 مليار دولار كان من المقرر صرفها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مما يترك باكستان بدون احتياطات كافية من النقد الأجنبي.