توقع بنك "ستاندرد تشارترد" البريطاني هبوط سعر العملة المشفرة الأشهر "بيتكوين" إلى 5 آلاف دولار خلال العام المقبل، أي بانخفاض حوالي 70% عن مستوياتها المسجلة الإثنين، التي تزيد عن 17 ألف دولار.
وحدد البنك، في مذكرة صدرت الأحد بعنوان "مفاجآت الأسواق المالية لعام 2023"، عددًا من السيناريوهات المحتملة بشأن اتجاهات العملات الرقمية.
وذكر إريك روبرتسن، رئيس الأبحاث العالمية لدى البنك، أن السيناريوهات المتطرفة لها احتمالية حدوث غير صفرية في العام المقبل.
وحسب ما نقلت "سي إن بي سي"، قال روبرتسن في المذكرة إن المزيد من شركات وبورصات العملات المشفرة تجد نفسها تفتقر إلى السيولة الكافية، ما يؤدي إلى المزيد من حالات الإفلاس وانهيار ثقة المستثمرين في الأصول الرقمية.
وأضاف أيضًا أن الانخفاض في سعر "بيتكوين" سيتزامن مع ارتفاع الذهب الذي من المتوقع صعوده 30% عند 2250 دولارًا للأوقية، مع استمرار انخفاض العملات المشفرة، واستسلام المزيد من شركات العملات المشفرة لضغوط السيولة وسحب المستثمرين.
بدوره، قال نيكولاس فرابيل، الرئيس العالمي للأسواق المؤسسية في "إيه بي سي" الأسترالية لتكرير ومعالجة المعادن الثمينة، في مذكرة لعملائه: "سيستفيد الذهب مستقبلاً من مشاكل العملات المشفرة، مع التراجع المفاجئ في الثقة في النظام البيئي للتشفير".
إلى ذلك، يعتقد حوالي 94% من المشاركين في استطلاع «MLIV Pulse»، الذي أجرته "بلومبيرغ"، أن المزيد من الانتكاسات ستتبع إفلاس "إف تي إكس"، حيث تفسح سنوات من الائتمان السهل الطريق لبيئة أعمال وسوق أكثر صرامة.
ورغم استقرارها بالقرب من أعلى مستوياتها في ما يقرب من شهر، وابتعادها قليلاً عن أدنى سعر لها في ما يقرب من عامين، لا زال مستثمرو "بيتكوين"، وأغلب العملات المشفرة، يرون الانتعاشة الحالية غير كافية للشعور بالاطمئنان، وللبدء تكوين مراكز جديدة، خاصة في ضوء استمرار هبوب الرياح المعاكسة على أغلب المتعاملين الأساسيين في الصناعة.
وارتفع سعر "بيتكوين" بنسبة 2% خلال الـ36 ساعة الماضية إلى 17300 دولار، متجاوزًا علامة 17000 دولار المهمة، ليُتداول عند أعلى المستويات منذ الإفلاس الصادم والمؤلم لبورصة العملات المشفرة FTX، الذي هز الأسواق أوائل الشهر الماضي.
وتواصل "بيتكوين" التداول عند سعر لا يتجاوز ربع أعلى مستوى لها على الإطلاق، والذي سُجّل في أواخر عام 2021.
ومنتصف العام الحالي، تعزز ارتباط العملات المشفرة بسوق الأسهم، خاصة في ما يتعلق بالعلاقة مع معدلات التضخم ومستويات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
ومع توجه بنك الاحتياط الفيدرالي لتخفيف وتيرة رفع معدلات الفائدة اعتباراً من اجتماع الأسبوع المقبل، كما ألمح جيرومي باول رئيس البنك، بدأت الآمال تعاود مستثمري العملات المشفرة في بزوغ فجرٍ جديد، بعد عامٍ من الظلمات.
ويقول إدوارد مويا، محلل العملات المشفرة لدى موقع "أواندا" oanda.com: "على مدى الأسابيع المقبلة، إذا كان التضخم يتجه نحو الانخفاض بشكل مطرد، ويبدو أن الاقتصاد يسير على ما يرام، فإن الأصول الخطرة، بما في ذلك بيتكوين، قد تأخذ في الارتفاع من هنا".
لكن مويا يؤكد أنه "ستظل الأمور صعبة لنرى ارتفاعاً على مستوى كل الأصول ذات المخاطر، حتى تتضح الآثار الكاملة المترتبة على انهيار FTX، وما يترتب على انتقال العدوى إلى سلالات أخرى للعملات المستقرة ".
ويضيف: "إنها طريق طويلة للعودة إلى الأسعار فوق 20 ألف دولار، لكن إشارات السوق تدعم استمرار الارتفاع الأخير البطيء، والثابت، من أدنى مستويات نوفمبر/تشرين الثاني بالقرب من 15500 دولار".
وأكد مويا: "إذا استمرت عملة بيتكوين في الاستقرار، فمن الممكن أن يتوج الارتفاع بمستوى 21500 دولار".
وكانت عملة "بيتكوين" تُتداول بحوالي 21 ألف دولار للوحدة الواحدة قبل الانهيار المفاجئ لمنصة FTX، الأمر الذي كانت له تأثيرات مؤلمة على أغلب قطاعات صناعة العملات المشفرة، وهو ما استدعى انتفاضة من الجهات الرقابية في العديد من الأسواق.
وتقدمت شركة BlockFi، منصة التداول ومقرض العملات المشفرة، مؤخرًا، بطلب لإعلان إفلاسها وحمايتها من الدائنين، في ما اعتبر انهيارًا تجاريًا مرتبطًا بـFTX، ولا تزال الأصول الرقمية تعيش حاضراً غير مستقر، بينما يتخذ المتداولون قراراتهم يوماً بيوم، مع تطورات الأحداث في الأسواق الأوسع.
وعلى الجانب الأخر، يذهب البعض بعيداً في تفاؤله، وإن كان ذلك على المدى الطويل، حيث أكد تيم درايبر، المتخصص في رأس المال المخاطر Venture Capital، في لقاء مع قناة "سي إن بي سي" الإخبارية، أنه لا يزال يتوقع أن تصل قيمة "بيتكوين" إلى 250 ألف دولار، على الرغم من أنه أجل مؤخرًا الموعد النهائي لهذا السعر المستهدف، ليكون يونيو/حزيران 2023 بدلاً من نهاية عام 2022.
وتعني توقعات درايبر ارتفاعًا بأكثر من 1300% من المستويات الحالية، وصولاً إلى سعر يساوي أربعة أضعاف أعلى مستوى جرى تداول العملة المشفرة الأشهر عنده في تاريخها.