تشهد أسواق الإسكان في جميع أنحاء العالم تباطؤاً حاداً، مما يؤكد أن قطاع العقارات شديد الحساسية لزيادة أسعار الفائدة.
وانخفضت مبيعات المنازل في الولايات المتحدة في يوليو/ تموز إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات، وفقاً لتقرير استطلاعي أجرته "بلومبيرغ". في حين أن الركود في أستراليا يزيد من المخاطر على القطاع. أما قيم المنازل في لندن فثابتة أو تنخفض في ما يقرب من نصف أحياء المدينة، ويختبر تراجع العقارات في الصين ما إذا كان البنك المركزي يمكنه الالتزام باستراتيجيته الخفيفة التحفيزية.
آثار التضخم
يشرح التقرير أن الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة ارتفع بوتيرة بطيئة في يوليو/ تموز، حتى في الوقت الذي شعر فيه الأميركيون ببعض الارتياح بشأن الأسعار، مما يشير إلى أن الاقتصاد يشعر بالضيق من أعلى معدل تضخم في جيل. إذ على الرغم من تراجع رقم التضخم الرئيسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، ارتفعت الأجور والرواتب بنسبة 0.8% في يوليو، مما قد يثير المزيد من المخاوف بشأن ترسيخ التضخم في الاقتصاد.
في المقابل، انخفض مقياس نشاط عقود الإسكان الأميركية إلى أدنى مستوى منذ إبريل/ نيسان 2020. وتراجعت مبيعات المنازل المعلقة في الولايات المتحدة في يوليو للمرة السادسة هذا العام إلى أدنى مستوى لها منذ بداية الوباء، مما أدى إلى استمرار التراجع الحاد في سوق الإسكان حيث أدت تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى تهميش المشترين المحتملين. وأظهرت بيانات منفصلة انخفاض مبيعات المنازل الجديدة في يوليو/ تموز للمرة السادسة هذا العام إلى أبطأ وتيرة منذ أوائل 2016، بحسب تقرير "بلومبيرغ" ذاته.
بدأت الأفكار التي لم يكن من الممكن تصورها في السابق تكتسب زخماً بين الخبراء الذين يبحثون في كيفية حل أزمة الطاقة في المملكة المتحدة. تتضمن الاقتراحات المقدمة من السياسيين والوزراء السابقين ومحللي الطاقة والاقتصاديين التي تردد صدى حلول السبعينيات، تأميم الصناعة، وتحديد الأسعار، وحتى مطالبة بعض المصانع بالإغلاق.
ومع ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم الخانق، يلوح الركود في الأفق. بالنسبة لسوق الإسكان في المملكة المتحدة، فإن هذا المزيج السام يغذي القلق من أن التصحيح الحاد في طريقه.
كذا، لا يظهر تراجع سوق العقارات في الصين أي علامة على التحسن بعد عام من المشكلات. وتختبر أزمة سوق العقارات في الصين ما إذا كان يمكن لمحافظ البنك المركزي يي جانغ التمسك باستراتيجيته الخفيفة التحفيزية. لقد وعد يي مؤخراً بأن السياسة النقدية ستظل "متيسرة" لدعم الاقتصاد، ولكن هناك حداً ضمنياً إلى أي مدى سيذهب بنك الشعب الصيني.
مخاوف الركود
أيضاً، تبعث الزيادات السريعة في أسعار الفائدة في أستراليا أزمات لدى الأسر المثقلة بالديون في البلاد وتهدد بحدوث انكماش في العقارات على نطاق لم نشهده منذ عشية الركود في عام 1991، وفق "بلومبيرغ".
كما سجلت البرازيل أكبر انخفاض لها في منتصف الشهر في أسعار المستهلك على الإطلاق في انخفاض كان أقل مما توقعه المحللون، حيث توفر إجراءات الرئيس جايير بولسونارو لمكافحة التضخم بعض الراحة قبل الانتخابات.
ومن المرجح أن تستمر البنوك المركزية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء في التركيز على كبح جماح نمو الأسعار في الأشهر المقبلة، حيث يرفع الاقتصاديون توقعاتهم للتضخم في العديد من الاقتصادات الرئيسية في المنطقة. ستشهد دول مثل غانا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وكينيا تضخماً أعلى مما كان متوقعاً في السابق هذا العام، وفقاً لمسح أجرته وكالة بلومبيرغ نيوز.
وبشكل عام، فإن ضعف النشاط الاقتصادي من الولايات المتحدة إلى أوروبا وآسيا، عزز المخاوف من أن يؤدي ارتفاع الأسعار والحرب في أوكرانيا إلى دفع العالم إلى الركود.