تخفيض جديد لوزن ربطة الخبز يزيد المعاناة في إدلب السورية

19 سبتمبر 2024
طفلة تحمل ربطة خبز في مخيمات تل الكرامة شمالي إدلب (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تخفيض وزن ربطة الخبز وتأثيره**: خفضت المؤسسة العامة للتجارة في إدلب وزن ربطة الخبز إلى 650 غراماً بسعر عشر ليرات تركية، مما أثار استياء المدنيين الذين يعانون من الفقر وارتفاع أسعار المواد الأساسية.

- **معاناة النازحين والفقراء**: يعاني النازحون والفقراء في إدلب من صعوبة تأمين لقمة العيش، ويطالبون بحلول من حكومة الإنقاذ لدعم مادة الخبز ووقف التلاعب بوزنها وأسعارها.

- **تبريرات المؤسسة وتأثيرات السوق**: برر المدير العام للمخابز تخفيض الوزن بزيادة أسعار الطحين والقمح عالمياً وانخفاض سعر الليرة التركية، مشيراً إلى إجراءات لتخفيف الأعباء عبر استيراد القمح. تقرير "منسقو استجابة سوريا" كشف أن 91.18% من العائلات تعيش تحت خط الفقر.

خفضت المؤسسة العامة للتجارة وتصنيع الحبوب التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب من وزن ربطة الخبز أخيراً لتصبح 650 غراماً بدلاً من 750 غراماً، وبسعر عشر ليرات تركية، ليكون هذا التخفيض الرابع على التوالي منذ عامين، وهو ما أثار استياء أغلب المدنيين الرازحين تحت خط الفقر في إدلب.

ويأتي تخفيض وزن ربطة الخبز في إدلب في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المواد الأساسية، بينما يعاني السواد الأعظم من المدنيين وطأة سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وقال النازح المقيم في مخيمات تجمع الوحلة شمالي إدلب جمعة المسطو إن ربطة الخبز لم تعد تكفي شخصاً واحداً في اليوم قبل تخفيض وزنها، فكيف سيكون الحال مع تخفيضها أيضاً، خصوصاً أن الشخص بحاجة لأكثر من ستّ ربطات خبز يومياً لعائلته المؤلفة من سبعة أشخاص.

وأضاف أن عمله في المياومة لا يحقق له مصدر دخل ثابت، فهو متقطع وبأجور قليلة، حدها الأعلى لا يصل إلى 150 ليرة تركية، وهي لا تكاد تكفي ثمناً للخبز اليومي، المادة الأساسية الأهم في حياتهم. وطالب بوجود "حلول من قبل حكومة الإنقاذ لهذه المشكلة ودعم مادة الخبز على الأقل وتوقف التلاعب المستمر بوزنها وأسعارها، لكونها مادة أساسية يعتمد عامة الناس عليها، وخاصة الفقراء الذين لا يجدون ما يطعمونه لأبنائهم في هذا الوقت العصيب".

أما النازحة الفاقدة للمعيل بعد وفاة زوجها بقصف سابق للنظام على مدينتهم خان شيخون، روعة خطاب، فقالت إن تأمين لقمة العيش أصبح التحدي الأصعب لها، خصوصاً أن لديها خمسة أولاد ولا تملك أي شهادة أو خبرة، في الوقت الذي قلّ فيه الدعم وارتفعت أسعار كل شيء، ولا سيما المواد الغذائية والمياه والدواء والألبسة.

وأشارت النازحة المقيمة في مخيمات تل الكرامة شمالي إدلب إلى أن تخفيض وزن ربطة الخبز يعني الحاجة لمزيد من الربطات يومياً، وبالتالي المزيد من النفقات التي لا يمكن الاستغناء عنها، والمزيد من فرض الخناق عليها أيضاً، بينما تتحايل على الحياة عبر السعي للعمل في المؤونة المنزلية الموسمية وبيعها لتحقيق هامش ربح بسيط يحقق لها لقمة عيش كريمة.

واعتبرت خطاب أن عدم دعم مادة الخبز وبقاءها تتأرجح بين تخفيض الوزن وارتفاع الأسعار هو بمثابة محاربة للفقراء في لقمة عيشهم عبر زيادة الضغوط عليهم من جوع وفقر، في الوقت الذي لا يجدون فيه فرصة عمل أو مصدر للدخل، وهو ما سيزيد بشكل حتمي من الفوضى والجوع والسرقات والجرائم. من جهة أخرى، برر المدير العام للمخابز محمد صيادي، تخفيض وزن ربطة الخبز بزيادة سعر طن الطحين المستورد قرابة 20 دولاراً، وكذلك ارتفاع سعر القمح عالمياً قرابة 25 دولاراً، إضافة إلى ذلك انخفاض سعر الليرة التركية لمستويات متدنية، حيث وصلت إلى حد 34.4 مقابل الدولار.

وأوضح أن إصدار قرار تخفيض وزن الخبز أو رفعه يتم بناءً على دراسات تجريها المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب، عبر استقراء حالة السوق الداخلية والخارجية وأسعار القمح والطحين والمحروقات عالمياً وتأثيرها في السوق الداخلية، وسعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار، على اعتبار أن معظم المواد الداخلة في صناعة الخبز يتم شراؤها بالدولار. وعن إجراءات الإنقاذ لمراعاة أوضاع الفقراء والنازحين والمحتاجين بتأمين خبز مدعوم، بيّن صيادي أن الإجراءات التي يُعمَل عليها لهذه الغاية هي التخفيف من استيراد الطحين والاستعاضة عنه باستيراد القمح لما له من أثر كبير بالتخفيف من سعر رغيف الخبز.

وكشف أحدث تقرير صادر عن فريق "منسقو استجابة سوريا" أن 91.18% من العائلات في شمال غرب سورية تعيش تحت خط الفقر، وأن الكلفة الشهرية الدنيا لعائلة مكونة من أربعة أفراد تبلغ 9,995 ليرة تركية، بينما الدخل الشهري للعائلة التي تعتمد على عمل رب الأسرة لا يتجاوز 4,800 ليرة تركية.

وحذر الفريق من "نتائج كارثية" جراء عجز القدرة الشرائية للسكان المدنيين، حيث يجد معظم المدنيين أنفسهم في حالة فقر وعجز عن تلبية احتياجاتهم اليومية بسبب الارتفاع المستمر في الأسعار بالتزامن مع العجز الواضح في عمليات تمويل الاستجابة الإنسانية.

المساهمون