كشفت شركات ومصادر وبيانات عن توقف تدفقات الغاز الروسي إلى النمسا لليوم الثاني، اليوم الأحد، بسبب خلاف على الأسعار، لكنها أشارت إلى تدخل مشترين آخرين في أوروبا لشراء الكميات غير المباعة. وخسرت روسيا، التي كانت قبل حرب أوكرانيا أكبر مورد منفرد للغاز إلى أوروبا، معظم المشترين في القارة مع محاولة الاتحاد الأوروبي خفض اعتماده على الطاقة الروسية. ولا يزال الغاز الروسي يباع بكميات كبيرة إلى سلوفاكيا والمجر، وكذلك إلى جمهورية التشيك التي ليس لديها عقد مباشر، في حين تذهب كميات أصغر إلى إيطاليا وصربيا.
وقلص الاتحاد الأوروبي اعتماده على الغاز الروسي بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، فيما ظلت النمسا الدولة الأكثر اعتمادا على الإمدادات الروسية في الاتحاد الأوروبي. وأوقفت شركة غازبروم أمس السبت الإمدادات إلى شركة أو.إم.في. النمساوية بعد أن هددت الأخيرة بمصادرة بعض غاز الشركة الحكومية الروسية، تعويضا عن قرار تحكيم فازت به بشأن نزاع تعاقدي.
وأكدت غازبروم أن تدفقات الغاز إلى النمسا تظل متوقفة اليوم الأحد، لكنها أشارت إلى أن إجمالي الإمدادات اليومية عبر أوكرانيا، الطريق الرئيسي لنقل الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، سيظل عند 42.4 مليون متر مكعب، وهو نفس الحجم تقريبا لكل يومين على مدار العام الماضي. وكانت النمسا تتلقى 17 مليون متر مكعب قبل قطع الإمدادات، والآن تجد هذه الكميات مشترين جددا في أوروبا.
من جانبها، أكدت السلطات النمساوية أن مخزونات الغاز في البلاد ممتلئة بنسبة تزيد عن 90%، مما يضمن استقرار الإمدادات خلال فصل الشتاء. وأشار المستشار النمساوي كارل نيهامر إلى توفر بدائل للإمدادات الروسية، مما يطمئن المواطنين بشأن تلبية احتياجاتهم من الطاقة، وفقاً لما نقلته أسوشييتد برس.
وفي أغسطس/آب الماضي، قال مصدر بوزارة الطاقة النمساوية لرويترز إن بلاده تتخذ منذ عامين إجراءات لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي على المدى الطويل. وأضاف المصدر: "ما دام هناك اعتماد على إمدادات الغاز الروسية، فهناك خطر كبير من توقف الإمدادات، وهو ما سيكون له عواقب بعيدة المدى".
وفي أعلى مستوياته على الإطلاق، كانت روسيا تزود أوروبا بنحو 35% من احتياجاتها من الغاز، ولكن منذ بدء الحرب في أوكرانيا في عام 2022، فقدت شركة غازبروم حصة في السوق لصالح النرويج والولايات المتحدة وقطر. وقد لا تستمر تدفقات الشركة المتبقية إلى أوروبا لفترة طويلة مع إغلاق خط الأنابيب الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية ويمر عبر أوكرانيا في نهاية هذا العام، إذ لا تريد كييف تمديد اتفاقية العبور.
وأعلنت معظم الدول المستقبلة للغاز عبر أوكرانيا استعدادها لوقف التدفقات في نهاية هذا العام عندما ينتهي اتفاق نقل الغاز بين أوكرانيا وروسيا.
(رويترز، العربي الجديد)