تركيا: استمرار قطع العلاقات مع إسرائيل حتى وقف الحرب على غزة

03 نوفمبر 2024
وزير التجارة التركي عمر بولاط - منصة (X)
+ الخط -

بدد وزير التجارة التركي عمر بولاط كل المزاعم التي أشاعت مؤخراً عودة العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل عبر "طرف ثالث"، مؤكداً اليوم أن النظام الجمركي مغلق تماماً أمام التجارة مع دولة الاحتلال، وأن أنقرة ستواصل تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة على الصعيد الاقتصادي.

وأكد الوزير التركي، في منشور على منصة" إكس" اليوم، أن الحكومة التركية قررت في 2 مايو/ أيار الماضي تعليق جميع عمليات التصدير والاستيراد مع إسرائيل بشكل كامل، حتى إعلان وقف إطلاق النار الدائم والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون انقطاع. وأوضح أنه لم يجر تسجيل أي بيان جمركي للتصدير أو الاستيراد من تركيا إلى إسرائيل بعد هذا التاريخ، وكذلك لم تكن هناك أي شحنات من إسرائيل إلى تركيا.

وحول العلاقات التجارية مع فلسطين، يشير الوزير التركي إلى أنه وفق الاتفاقية المبرمة مع وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية، يُسمح بالتصدير فقط في حال كانت المنتجات تذهب إلى جهة فلسطينية والمستورد فلسطينياً، وبعد التأكد الرسمي من وزارة الاقتصاد الفلسطينية من أن هذه المنتجات تُستخدم حصرياً في فلسطين، مبيناً أن فلسطين تستورد نحو 25% من احتياجاتها من تركيا بشكل مباشر أو غير مباشر، بعد أن جرى، ومنذ مطلع العام الجاري، تخصيص رمز لفلسطين في النظام الإحصائي، بحيث يجري تسجيل عمليات الشراء الفلسطينية برمز خاص بها بدلاً من أن تكون مسجلة باعتبارها إسرائيلية.

كما جرى تطوير آلية التجارة الثنائية بين تركيا وفلسطين بحيث يتعين على المستوردين الفلسطينيين التقدم إلى وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية، ثم يجري تأكيد المعلومات المتعلقة بالشحنات إلكترونياً قبل إتمام تسجيلها. وكانت إسطنبول قد استضافت اليوم، اجتماعات اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي "الكومسيك"، والتي حضرها وفد رجال أعمال فلسطينيين برئاسة السفير الفلسطيني لدى أنقرة، فائد مصطفى.

وبيّن وزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني محمد العامور للوفد الفلسطيني، على هامش اجتماعات "الكومسيك"، الإجراءات التي توصل إليها مع الجانب التركي حول انسياب البضائع من وإلى الأراضي الفلسطينية، مشيداً في الوقت نفسه بقرار الحكومة التركية تجميد العلاقة التجارية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، تعبيراً عن الرفض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وكانت وزارة التجارة التركية قد قطعت، منذ مايو/أيار الماضي، العلاقات التجارية مع إسرائيل، معلنة وقفاً كاملاً للتعاملات التجارية مع دولة الاحتلال، إلى حين السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بلا قيود.

وأضافت الوزارة أن قرار قطع العلاقات الاقتصادية، جاء في مرحلة ثانية، بعد إجراءات تقييد تصدير 54 منتجاً في إبريل/نيسان، مؤكدة تطبيق القرارات "بشكل صارم وحاسم حتى يجري وقف إطلاق النار، وتسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى غزة من دون انقطاع".

وقيّدت تركيا، ضمن عقوبات المرحلة الأولى، في التاسع من إبريل/نيسان الماضي، صادراتها لدولة الاحتلال من حديد الإنشاءات والفولاذ المسطح والرخام والسيراميك، إضافة إلى جميع منتجات الصلب الطويلة والمسطحة، والأنابيب ومقاطع وأسلاك الألومنيوم.

وبلغت قيمة التجارة التركية مع إسرائيل العام الماضي، بحسب معهد الإحصاء التركي الرسمي، نحو 6.8 مليارات دولار، منها 76% صادرات تركية، لكن الصادرات التركية إلى إسرائيل، بحسب المصدر نفسه، تراجعت بنسبة 28% إلى 1.9 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من الحرب. وتشكل السلع المصنعة، التي تشمل مواد البناء، العنصر الأكبر من تلك الصادرات، حيث تمثل ثلث المبلغ الذي شُحن في الشهرين الأولين من العام، والذي تبلغ قيمته 714 مليون دولار.

المساهمون