يعتبر رئيس حكومة بريطانيا الجديد ريشي سوناك أغنى من شغل المبنى رقم عشرة في داوننغ ستريت، في الوقت الذي تواجه فيه المملكة المتحدة واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها.
وفي مايو/ أيار، احتل مع زوجته أكشاتا مورثي المركز 122 في قائمة صنداي تايمز لأغنياء بريطانيا بعدما بلغ صافي ثروتهما 730 مليون جنيه إسترليني (837 مليون دولار)، وحينها كان سوناك أول سياسي بارز يتم إدراجه في القائمة منذ تدشينها في عام 1989.
وتتفوق عائلة سوناك بثروتها على أغنى رئيس وزراء بريطاني سابق، هو إدوارد ستانلي، وفقاً لمعلومات موسوعة غينيس. وعندما سُئل في أغسطس/ آب عن كيفية تعامله مع الجمهور باعتباره أكثر ثراء من الملكة إليزابيث، قال سوناك إنه لا ينبغي على الناس الحكم عليه سلبا بسبب ثروته.
وقال "أنا فعلا محظوظ بالوضع الذي أنا فيه الآن ولكني لم أولد هكذا. عمل والداي بجد لتوفير كل هذه الفرص لي. ولن أعتذر عما فعلاه من أجلي. وفي حقيقة الأمر، هذا هو سبب رغبتي في القيام بهذه المهمة لأنني أريد توفير هذه الفرص للجميع".
وسوناك البالغ من العمر 42 عامًا، ينتمي لحزب المحافظين، الذي يحكم بريطانيا منذ عام 2010، وهو الآن أول هندوسي وملون يقود حكومة البلد، وذلك برفقة الكثير من الوجوه القديمة في حكومته الجديدة، من بينها وزير المالية جيريمي هانت، ووزير الخارجية جيمس كليفرلي، ووزيرة الداخلية سويلا برافرمان، وزعيمة مجلس العموم بيني موردونت التي انسحبت من السباق أمام سوناك على رئاسة الوزراء عندما بدا أنها لن تحصل على الدعم الكافي من حزب المحافظين.
وفي مطلع سبتمبر/ أيلول، خسر سوناك بفارق ضئيل السباق أمام ليز تراس لقيادة حزب المحافظين ويصبح رئيساً للوزراء. إلا أن رئاسة تراس كانت مضطربة واضطرت إلى الاستقالة في أقصر ولاية لرئيس وزراء بريطاني في التاريخ.
وكانت تراس قد وعدت بالرجوع إلى عقلية مارغريت تاتشر، وتوفير اقتصاد بريطاني جديد ومتجدد. للقيام بذلك، وعدت بتخفيضات ضريبية شاملة، إلى جانب توسيع الإنفاق. أطلق سوناك على خططها اسم "اقتصاديات القصص الخيالية"، وحذر من أن خطتها قد تؤدي إلى تفاقم التضخم وتسبب رد فعل عنيفا في الأسواق المالية.
وثبتت صحة ما قاله سوناك بعد أسابيع، عندما تسببت خطط تراس في ردة فعل حادة في الأسواق.
واضطرت تراس إلى إقالة وزير المالية، وتراجعت عن خططها واستقالت في النهاية. وبحسب "وول ستريت جورنال"، فقد هاجر أجداد سوناك في الستينيات إلى بريطانيا وهم في الأصل من الهند.
كانت والدته تدير صيدلية في جنوب إنكلترا وكان والده طبيباً. التحق سوناك بمدرسة النخبة البريطانية الخاصة "وينشستر" ثم انتقل للعمل في بنك غولدمان ساكس.
أثناء عمله في ماجستير إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد، التقى بزوجته أكشاتا مورتي. هي ابنة رجل الأعمال الملياردير الهندي إن آر نارايانا مورثي، مؤسس شركة إنفوسيس المحدودة.
وكان سوناك وزير الخزانة في عهد رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، ويُنظر إليه على أنه أقوى بكثير في السياسة الاقتصادية من المجالات الأخرى، بما في ذلك السياسة الخارجية.
خلال الفترة التي قضاها في وزارة الخزانة، كان يُنظر إليه على أنه براغماتي أشرف على برنامج إنفاق كبير لمساعدة الشركات على دفع إجازة ملايين العمال خلال جائحة كورونا لمنع العمال من فقدان وظائفهم. ثم رفع الضرائب في محاولة لتحقيق الاستقرار المالي للحكومة البريطانية.
يُنظر إلى خططه الاقتصادية على أنها أكثر براغماتية وأقل أيديولوجية من خطط تراس، وفق "وول ستريت جورنال".
وسبق أن قال سوناك إن بريطانيا بحاجة إلى كبح جماح التضخم أولاً وضمان استدامة المالية العامة قبل خفض الضرائب لمحاولة تحفيز النمو. وقد وضع خططا لمحاولة تهيئة الظروف لتعزيز الاستثمار التجاري في الاقتصاد.
وضغط سوناك لصالح قرار عام 2016 بمغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى تحسن كبير في وضعه في الحزب عندما صوتت المملكة المتحدة بفارق ضئيل لصالح هذا الخيار.