تسببت موجة شرسة لفيروس كورونا في الهند، بتوقف مفاجئ للاقتصاد الآسيوي النامي بقوة، الأمر الذي يتوقع أن يدوم بضعة أسابيع في ظل الارتفاع غير المسبوق للإصابات، ما سيؤثر على طلب الوقود، وهو ما قد يشكل انتكاسة في سوق النفط العالمية.
والدولة الواقعة في جنوب آسيا هي ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، وهو ما يعني أنه من المحتمل أن ينتشر وقع تأثير انخفاض الطلب على الوقود، ليمتد عبر السوق العالمية، حتى مع انتعاش الصين والولايات المتحدة القوي.
ووفقاً لمسؤولين من كبار المصافي وتجار التجزئة للوقود، من المتوقع أن ينخفض الاستهلاك المشترك للديزل والبنزين في إبريل/ نيسان الجاري بنسبة تصل إلى 20% مقارنة، بالشهر الماضي، بسبب القيود المتجددة، بما في ذلك إغلاق مدته أسبوع في العاصمة نيودلهي.
وفي حين أن مصافي النفط الرئيسية لا تزال تشتري الخام، بدأت تظهر مؤخراً إشارات إلى أنه غالباً سيتوجب تقليص عمليات التكرير للتكيف مع انخفاض الطلب.
ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن سينثيل كوماران، رئيس قسم نفط جنوب آسيا في سنغافورة لدى شركة "إف جي إي" للاستشارات الصناعية قوله إنه "نظراً للوضع المحبط، فمن المحتمل أن يدوم الإغلاق لعدة أسابيع أو حتى لشهرين، إجمالي الطلب على المنتجات النفطية الرئيسية في الهند سيشهد تراجعاً كبيراً".
وتظهر الأرقام الأولية لمبيعات الصناعة تأثيراً كبيراً على الطلب على الوقود خلال النصف الأول من الشهر الجاري، وتشير التوقعات إلى أن الوضع سيزداد سوءاً.
وقال مسؤولون من المصافي وتجار التجزئة، إنه في حين أن الطلب على وقود السيارات كان تميز بالمرونة خلال الوباء، حيث تجنب الناس وسائل النقل العامة لصالح قيادتهم لسياراتهم ودراجاتهم النارية بهدف تجنب العدوى، فإن التحذيرات الجديدة من قبل حكومات الولايات تثني الناس عن مغادرة منازلهم ما لم تكن لحالات الطوارئ، أو للحصول على الخدمات الأساسية، الأمر الذي أضر بالاستهلاك.
وفي هذا السياق، قال نيتين جويال، الذي يدير محطة تعبئة في المنطقة الشرقية المزدحمة في نيودلهي، إن مبيعات الوقود انخفضت 90% خلال اليوم الأول من الإغلاق الثلاثاء الماضي والذي يستمر لمدة أسبوع في المدينة.
وعادة ما يبيع جويال نحو 10 آلاف لتر من البنزين والديزل في اليوم من المحطة التي تحمل علامة "إنديان أويل كورب"، بينما يتوقع بيع ربع هذه الكميات فقط خلال الأيام المقبلة.
من جهتها، تتوقع"إف جي إي" انخفاض الطلب اليومي على البنزين بمقدار 100 ألف برميل هذا الشهر و170 ألف برميل يومياً في مايو/ أيار، بينما من المتوقع أن ينخفض استهلاك الديزل بنحو 220 ألف برميل يومياً في إبريل/ نيسان و400 ألف برميل يومياً الشهر المقبل.
وقبل تفشي الوباء، كانت مبيعات وقود السيارات والديزل في مارس/ آذار عند حوالي 750 ألف برميل و 1.75 مليون برميل يومياً، على التوالي، وفقاً لحسابات بلومبيرغ بناء على بيانات حكومية رسمية.
وقد تضطر "مؤسسة نفط الهند"، وهي أكبر شركة بيع بالتجزئة للوقود في البلاد، إلى التفكير في خفض معدلات معالجة الخام إذا كان هناك انخفاض كبير في الطلب على المنتجات البترولية، حسب مصدر مطلع.