قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد، إن "حرب التجويع الإسرائيلية تبلغ ذروتها في قطاع غزة من خلال منع الإمدادات الغذائية، وقصف المخابز، وخزانات المياه".
وأضاف المرصد، وهو منظمة مستقلة مقرها جنيف، في بيان، أن "الحصول على الخبز في قطاع غزة بات يشكل تحديا وجوديا، إذ لا تزال المطحنة الوحيدة العاملة في غزة غير قادرة على طحن القمح بسبب نقص الكهرباء والوقود".
و"تم قصف وتدمير 11 مخبزًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أما تلك التي ما تزال تعمل، فإنها تواجه تحديات شديدة بسبب نقص الضروريات مثل الدقيق والوقود"، حسب البيان نفسه.
وحذر المرصد من أن توزيع المساعدات الغذائية للنازحين شمالي غزة توقف بشكل شبه كامل خلال الأيام القليلة الماضية، في أعقاب تكثيف العمليات البرية للجيش الإسرائيلي، "ما يهدد بمجاعة واسعة النطاق يدفع ثمنها الأطفال على وجه الخصوص".
وشدد البيان على أن "مخزون المياه المعبأة آخذ في النفاد، لاسيما بعد أن قصفت إسرائيل مؤخراً آبار وخزانات المياه وألحقت الضرر بالخدمات التي تقدمها، وكان آخرها تدمير بئر المياه وخزان تل الزعتر شمالي غزة، واللذين يغذيان أكثر من 70 ألف نسمة".
وقال إن "إسرائيل صعدت في الساعات الأخيرة بشكل حاد حرب التجويع التي تمارسها بحق المدنيين في غزة، بهدف مفاقمة الوضع المعيشي الذي وصل لمستويات كارثية".
وسلط المرصد الأورومتوسطي، الضوء على "اتخاذ حرب التجويع الإسرائيلية منحنيات في غاية الخطورة، بما في ذلك قطع كافة الإمدادات الغذائية، وقصف وتدمير المخابز، والمصانع، والمتاجر الغذائية، ومحطات وخزانات المياه".
ولفت إلى "تعمد إسرائيل في الساعات الأخيرة تركيز هجماتها على استهداف المولدات الكهربائية، ووحدات الطاقة الشمسية التي تعتمد عليها منشآت تجارية، ومطاعم، ومؤسسات مدنية في الحفاظ على الحد الأدنى الممكن من عملها".
وتشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن المخزونات الحالية من السلع الغذائية الأساسية ستكون كافية لأربعة أيام على الأكثر قبل أن تنفد بشكل نهائي، في وقت أصيبت الحركة التجارية بالشلل بسبب الدمار واسع النطاق، وانعدام الأمن، ونقص الوقود.
وأضاف أن "القانون الإنساني الدولي يحظر بشكل صارم استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، وباعتبارها القوة المحتلة في غزة، فإن إسرائيل ملزمة وفقًا للقانون الإنساني الدولي بتوفير احتياجات سكان غزة وحمايتهم".
كما دعا الأورومتوسطي إلى "التحرك الدولي الحاسم لفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة ومنع تدهور الوضع لحياة المدنيين بشكل أكبر عبر إتاحة الوصول العادل وغير المقيد من المواد الأساسية والإغاثية إلى قطاع غزة بأكمله".
ولليوم الثلاثين، يشن الجيش الإسرائيلي "حربا مدمرة" على غزة، قتل فيها 9770 فلسطينيا، منهم 4800 طفل و2550 سيدة، وأصاب أكثر من 24 ألفا آخرين، كما قتل 153 فلسطينيا واعتقل 2080 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
(الأناضول، العربي الجديد)