خسائر شركات التأمين من العطل التقني العالمي قد تصل إلى مليارات الدولارات

قال محللون إنه من المتوقع أن تصل مطالبات شركات التأمين بعد العطل التقني المفاجئ الذي ضرب الشركات حول العالم الأسبوع الماضي إلى مليارات الدولارات، مشيرين إلى أن الخسائر الاقتصادية ربما تكون أعلى.

وأدى انقطاع تكنولوجيا المعلومات الناجم عن تحديث برنامج كراود سترايك CrowdStrike الخاطئ يوم الجمعة إلى تعطيل العمليات في مختلف الصناعات بما في ذلك الطيران والرعاية الصحية والخدمات المصرفية. وكان قطاع الطيران هو الأكثر تضررا، حيث ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها وسط الأزمة. وقال محللون إنه تم حل المشكلة إلى حد كبير، ولكن سيتم تغطية جزء من الخسائر من قبل شركات التأمين.

وقال ماركوس ألفاريز، المدير الإداري لتصنيفات التأمين العالمية في مؤسسة التصنيف Morningstar DBRS، لصحيفة "ذا ناشيونال": "نتوقع زيادة الدعاوى القضائية ضد مزودي تكنولوجيا المعلومات وشركات التأمين الخاصة بهم. في نهاية المطاف، ستتحمل صناعة التأمين جزءًا من الخسائر الاقتصادية الناتجة من هذا التعطيل العالمي لتكنولوجيا المعلومات". وأوضح أنه ربما يتعين على شركة كراود سترايك مزودو تكنولوجيا المعلومات "تفعيل سياسات المسؤولية العامة والمهنية الخاصة بهم، والتي يمكن أن توفر تغطية للمسؤولية السيبرانية لأطراف ثالثة".

وفي حين أن الشركات المتضررة من الحادث ستلجأ أيضًا إلى سياسات انقطاع الأعمال الخاصة بها، فإن معظمها يستبعد تغطية الأحداث السيبرانية. وقال ألفاريز: في هذه الحالة، ستكون وثائق التأمين السيبراني مع تغطية انقطاع الأعمال ذات صلة بهذا النوع من الأحداث. والتأمين ضد انقطاع الأعمال هو نوع من التأمين التجاري الذي يحمي الشركات من خسارة الدخل التي تتكبدها نتيجة لتعليق نشاطها.

ومن المتوقع أيضًا أن ترتفع مطالبات تأمين السفر بعد إلغاء الرحلات الجوية أو تأخيرها، حيث ألغت شركة دلتا إيرلاينز والشركات التابعة لها الإقليمية أكثر من ربع جدول رحلاتها على الساحل الشرقي للولايات المتحدة بحلول منتصف بعد ظهر يوم الجمعة. كما أعلنت شركات طيران عالمية أخرى عن تعطيل جداولها. وقال سامر حسن، محلل السوق في شركة الوساطة XS.com لوسائل إعلان إنه "في حين أن تكاليف الخسائر ستقع على عاتق شركات التأمين، إلا أن الحادث معقد. لا يمكن حتى الآن تحديد الجهة المسؤولة عن تحمل هذا العبء نظرا لاتساع نطاقها الجغرافي وتعدد الصناعات المتضررة، والتي قد تكون كل منها مشمولة بنوع مختلف من وثائق التأمين".

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

الشركات الكبرى تبدأ العمل وسط تداعيات العطل الرقمي بعد انحساره

وأضاف إن "سياسات الأمن السيبراني تغطي فقط الخسائر الناتجة من الاختراقات وفقدان البيانات الناجمة عن الجرائم السيبرانية والبرامج الضارة. والأهم من ذلك أن هذه السياسات قد تستبعد الخسائر الناتجة من الأعطال الناجمة عن الموظفين أو فشل النظام الناتج من بعض العوامل الخارجية". وأكد أن السياسات قد تكون ملزمة بشروط زمنية، وفي بعض الأحيان يتطلب الأمر 12 ساعة على الأقل من تعطيل العمل لبدء المطالبة.

وقال حسن: "تتطلب بعض هذه السياسات حدًا أدنى من الخسائر أو فترة زمنية قبل تفعيل شروط التعويض، كما أن بعض أنواع وثائق التأمين لا تغطي هذا النوع الخاص من الحوادث وقد يلزم شراؤها أو إضافتها إلى السياسات بشكل منفصل". وقال ألفاريز إن معظم الشركات التي لديها بوليصة تأمين إلكتروني من المحتمل أن تقدم مطالبات إلى شركات التأمين الحالية، وأضاف: "فيما يتعلق بأي جزء من سوق التأمين سيتحمل معظم المطالبات، نتوقع أن شركات التأمين المتخصصة، مثل شركات إعادة التأمين الكبيرة في برمودا، وسوق لويدز في لندن، سيكون لها أكبر تعرض للمطالبات لهذا الحدث".

وقالت شركة مارش، وهي أكبر شركة وساطة تأمين في العالم، إنه "من السابق لأوانه تحديد" حجم المطالبات المحتملة في سوق التأمين السيبراني العالمي، ولكن "هناك احتمال لمطالبات التأمين السيبراني، ومطالبات انقطاع الأعمال الطارئة السيبرانية، ومطالبات التكنولوجيا، ومطالبات التعويض المهني في مجال التكنولوجيا، نتيجة للإهمال في تقديم الخدمات المهنية، والتي يشار إليها أيضًا باسم مطالبات E&O". وقال سايمون بيل، المدير الإداري ورئيس الممارسات السيبرانية في الهند والشرق الأوسط وأفريقيا في الشركة لصحافيين: "هذا حدث مؤسف، ولكنه حدث توقعته سوق التأمين السيبراني". وأشار إلى أن "هذا تحديداً هو السبب وراء حاجة المؤسسات في المنطقة إلى إجراء تقييم فعال لآليات نقل المخاطر الخاصة بها، بما في ذلك شراء التأمين السيبراني كمسألة ذات أولوية".

وعربياً، قالت الإمارات يوم الجمعة إن انقطاع الخدمة العالمي كان له تأثير طفيف على عمليات المطارات وشركات الطيران في البلاد. وقالت وزارة الخارجية إن أنظمتها الإلكترونية تأثرت وطلبت من العملاء الامتناع عن إجراء المعاملات. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الهيئة الوطنية للأمن السيبراني قولها يوم السبت إن الحادث كان له أيضًا تأثير محدود على الإدارات الحكومية السعودية. وفي مصر، قالت الحكومة المصرية إن العطل التقني لم يسبب أي مشكلات فيما يخص حركة الطائرات في المطارات المصرية، وجداول إقلاعها وهبوطها المعلنة.