رغم الإجراءات الحكومية العراقية الأخيرة لمواجهة أزمة تراجع سعر صرف الدينار أمام الدولار، تسجل بورصتا بغداد وأربيل أرقاماً متدنية للدينار مقابل الدولار، حيث بلغ سعر صرف الدينار في تعاملات اليوم الخميس 1662 للدولار الواحد، بينما سجل البنك المركزي العراقي انخفاضاً جديداً في مبيعات نافذة العملة الصعبة.
وفي العاصمة بغداد، سجلت بورصتا الكفاح والحارثية تعاملات تراوح بين 1662 و1663 ديناراً للدولار الواحد، بينما سجل في أربيل 1663 ديناراً للدولار الواحد.
وقال الخبير المالي في بورصة الكفاح محمد عزاوي لـ"العربي الجديد" إن "الطلب المتزايد على الدولار، لا يساعد في رفع قيمة الدينار"، مبيناً أن قسماً من الشركات أغلقت أبوابها وفضلت عدم التداول لتجنب الخسارة بسبب التقلبات الكبيرة، وأن قسماً آخر من الشركات يبيع للتجار والمستثمرين بسقف محدود لا يتعدى 50 ألف دولار للشخص الواحد، وآخرين يتعاملون خارج المكاتب والشركات في تعبير حيّ للسوق السوداء غير المسيطر عليها"، وفقاً لتعبيره.
في هذه الاثناء قالت تقارير صحافية عراقية إن مبيعات البنك المركزي من الدولار في مزاد اليوم الخميس بلغت 61 مليون دولار فقط، غطاها البنك بسعر صرف أساس بلغ 1460 ديناراً لكل دولار. وهو مبلغ متدنٍّ قياساً بمعدل الأشهر الماضية التي وصلت إلى 175 مليون دولار.
في السياق ذاته، أكد رئيس هيئة الأوراق المالية العراقية حسن العكيلي، أن استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار في البلاد لن يستمر طويلاً، مشيراً إلى بدء الحكومة بإجراءات خفض سعره.
وقال العكيلي في تصريحات للصحافيين اليوم الخميس، إن "موضوع ارتفاع سعر صرف الدولار ألقى بظلاله على مجمل النشاط الاقتصادي وعلى أغلب شرائح المجتمع، لأن كما هو معلوم التأثير سلبي لارتفاع سعر صرف الدولار، على اعتبار أن شريحة من يتقاضون الراتب من الدولة شريحة كبيرة، وبالتالي أثّر تأثيراً مباشراً بمدخولاتهم".
وأوضح العكيلي أن "ارتفاع سعر صرف الدولار أسهم بتأثير سلبي في أسعار المواد، التي هي في الغالب مواد مستوردة ويجري شراؤها بالعملة الأجنبية"، مشيراً إلى أن "السيطرة على هذا التصاعد وإمكانية إعادة الدولار إلى سعره الطبيعي منوطتان بالإجراءات التي تتخذها الجهات المسؤولة عن إدارة النقد الأجنبي في العراق، وتحديداً في البنك المركزي".
العكيلي لفت إلى أن "هنالك تصريحات لمجموعة من المسؤولين بأن البنك المركزي باشر في إجراءات لمعالجة الموقف وللسيطرة على ذلك الارتفاع"، مبيناً أن "المسألة لن تستغرق وقتاً طويلاً قبل عودة الأمور إلى طبيعتها".
رئيس هيئة الأوراق المالية حسن العكيلي، أشار إلى أن "البنك المركزي باشر بضبط إجراءات الحوكمة على المصارف الأهلية، وكما أكد رئيس الوزراء، فإن السعر ستتم السيطرة عليه وإعادته إلى ما كان عليه، فضلاً عن أن انخفاض مبيعات مزاد العملة سيؤدي إلى ارتفاع احتياطات البنك المركزي من الدولار"، وأعرب العكيلي عن أمله في "إعادة وضع الدولار إلى ما كان عليه في السابق".
ويشهد سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، منذ نحو شهر، تذبذباً مستمراً بين انخفاض وارتفاع مستمرين في بورصات العراق، ويربط مسؤولو البنك المركزي العراقي بين هذا التذبذب في طرح الدولار وعمليات التدقيق وإجراءات بيع الدولار للمصارف والتجار.