وصل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الإثنين إلى الجزائر في زيارة عمل، تتضمن مناقشة ملف الغاز والتجارة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، على ضوء تطورات أزمة الطاقة المتصاعدة في أوروبا بعد قرار روسيا وقف ضخ الغاز إلى عدد من الدول الأوروبية.
واستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رئيس المجلس الأوروبي، وأعلنت الرئاسة الجزائرية أن تبون أجرى مباحثات ثنائية مع شارل ميشال، لتتوسع لاحقاً المحادثات بين تبون وشارل ميشال، لتشمل وزير الخارجية رمطان لعمامرة ووزير الطاقة محمد عرقاب ووزير التجارة كمال رزيق.
ويرجح أن يكون ملف الطاقة على رأس الملفات التي تمت مناقشتها بين الطرفين، حيث تسعى المجموعة الأوروبية إلى الحصول على إمدادات إضافية من الغاز الجزائري، لتلافي شتاءٍ قاسٍ على أوروبا في خضم الأزمة الراهنة حول الطاقة مع روسيا.
وقال شارل ميشيل عقب استقباله من قبل الرئيس تبون إن "الجزائر شريك موثوق به وملتزم، والتعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي مهم في الظروف الراهنة"، مضيفاً أن" التعاون الطاقوي مع الجزائر في صلب اهتمامات أوروبا، مشيراً إلى أن "اللقاء مع الرئيس تبون كان ثريًّا وتناول الأوضاع في المنطقة، نحن نتقاسم مع الجزائر طموحات مشتركة لتحسين العلاقات الثنائية، واتفاق الشراكة إطار يحدد الأولويات والمصالح المشتركة"، موضحا أنه متفائل بإمكانية تطوير تعاون وشراكة ناجعة وفاعلة لصالح الشعوب.
وقبل وصول رئيس المجلس الأوروبي، كان الرئيس الإيطالي قد أجرى أمس مكالمة هاتفية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تناولت العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة، "وسبل تطبيق مخرجات زيارتي قادة البلدين ومختلف القرارات المتخذة خدمة لصالح الشعبين، وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة للتشاور الدائم"، فيما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد زار الجزائر في 25 أغسطس /آب الماضي، وسمحت الزيارة ببدء مفاوضات بين انجي الفرنسية وسوناطراك الجزائرية، لزيادة إمدادات الغاز الجزائري إلى فرنسا بنسبة 50 في المائة.
وتأتي هذه التحركات في إطار خطة تأمين الطاقة لأوروبا، إذ ترتبط الجزائر بأنبوبي نقل للغاز، عبر البحر إلى إسبانيا، وآخر إلى إيطاليا، حيث بإمكان الجزائر أن تقدم 60 مليار متر مكعب من الغاز، حسب تقديرات الخبراء، وقال الخبير الاقتصادي رياض الحاوي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "الخناق يشتد بشكل كبير على أوروبا مع اقتراب فصل الشتاء وتعقد الأزمة الأوكرانية وأزمة الطاقة بين المجموعة الأوروبية وروسيا، وهذا ما يدفع إلى توجيه أوروبا لبوصلتها نحو الغاز الجزائري، للحصول على أكبر كميات ممكنة لتأمين الحاجيات الطاقوية خلال الفترة المقبلة".
وأشار نفس المتحدث إلى أن هذا الوضع يمكن أن يمثل فرصة هامة واستثنائية للجزائر للدفع نحو مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهو اتفاق كانت وقعت عليه الجزائر في ظروف صعبة بالنسبة لها، وتسبب في تفكيك الحواجز الجمركية وخسارة اقتصادية للجزائر، خاصة في ظل ضعف منافسة منتوجها في السوق الأوروبية، إذ كان الرئيس تبون قد أعلن قبل فترة وجود رغبة لدى الجزائر في مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.